أعلن برلمان إقليم كتالونيا، الجمعة، الاستقلال عن إسبانيا في تصويت مثير للجدل، فيما فوض مجلس الشيوخ الحكومة المركزية بقيادة رئيس الوزراء ماريانو راخوي بفرض الحكم المباشر على الإقليم بعد دقائق من إعلانه الاستقلال.
ودعا راخوي إلى جلسة طارئة للحكومة الإسبانية ينتظر أن يتخذ خلالها الإجراءات اللازمة للتعامل مع قرار الانفصال، فيما سارع للرد عبر موقع تويتر مؤكدا أن مدريد “ستعيد الشرعية” في كتالونيا.
وردا على إعلان الاستقلال، ستوجه النيابة العامة الاسبانية الأسبوع المقبل تهمة العصيان إلى رئيس كتالونيا كارليس بوتشيمون. وستتخذ المحكمة بعد ذلك قرارا بشأن قبول التهمة ضده ويعاقب القانون الاسباني جريمة «العصيان» بالسجن مدة تصل إلى 30 عاما.
ويرى مراقبون أن الأزمة بين مدريد دخلت منعطفا خطيرا ومرشحا للتصاعد أكثر في الأيام القادمة، خاصة في ظل الدعوات المطالبة بالانفصال على قلتها.
وتم تبني قرار البرلمان في غياب المعارضة التي غادرت الجلسة بتأييد سبعين عضوا واعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت. وتشكل الأحزاب الانفصالية من اليسار المتطرف إلى يمين الوسط الغالبية في البرلمان (72 من أصل 135).
وأدّى النواب النشيد الانفصالي وهتفوا “لتحيا كتالونيا”، فيما احتفل عشرات الآلاف من أنصار الانفصال خارج المبنى البرلماني.
وكتب نائب رئيس كتالونيا أوريول خونكيراس على تويتر “نعم، لقد ربحنا حرية بناء بلد جديد”.
وفي أول رد فعل أوروبي على قرار برلمان كتالونيا إعلان الاستقلال، أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن مدريد ستبقى المحاور الوحيد للتكتل.
وكتب توسك عبر موقع تويتر تغريدة تقول “لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. ستبقى إسبانيا المحاور الوحيد لنا”. وينص القرار على قيام “الجمهورية الكتالونية بوصفها دولة مستقلة وسيدة ودولة قانون، ديمقراطية واجتماعية”.
ويطلب القرار في حيثياته من حكومة كتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين.
وقبل التصويت، غادر نواب المعارضة الجلسة تاركين خلفهم إعلاما لكتالونيا وإسبانيا وضع الواحد منها بجانب الآخر في مقر البرلمان. وكان النائب المعارض كارلوس كاريسوزا قد قال رافعا نص قرار إعلان الاستقلال إن “هذا النص الذي أعددتموه يقضي على التعايش في كتالونيا”.
وتساءل أليخاندرو فرنانديز من الحزب الشعبي المحافظ بزعامة راخوي “كيف وصلنا إلى هنا؟” لافتا إلى أنه “يوم أسود للديمقراطية”.
وليست المرة الأولى التي تحاول فيها كتالونيا الانفصال عن الحكومة المركزية. لكن حكومتها لم يسبق أن وصلت إلى هذا الحد. ويعود آخر فصل في هذا الإطار إلى أكثر من ثمانين عاما.
وأصابت عدوى القلق أيضا أوروبا التي عبرت عن دعمها لحكومة راخوي عبر إرسالها جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وأنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي لتلقي جائزة في أوفييدو شمال غرب إسبانيا.
العرب