ساعة واحدة في باريس كانت كافية لنفهم سبب مخاطرة العائلات السورية في عبور البحر إلى أوربا “، هكذا علق شاب فرنسي بعد تفجيرات باريس، لكن ما الفرق بين دم السوريين المدنيين ودم الفرنسيين لكي يقف العالم كله مندداً معزياً لهم لمجرد عيشهم يوم دموي واحد، لا يضاهي ساعة واحدة من المجازر المرتكبة على يد النظام السوري بحق شعبه.
ثلاث مرات حرق القرآن الكريم وهو الكتاب المقدس لميار ونصف من العالم دون أي احترام أخلاقي، مخيمات للاجئين سوريين تحرق بمن فيها، شتائم وحقد على الإسلام والمسلمين بغير دليل، تعهدات واتفاقيات وعقوبات دولية بحق الفاعلين لذاك العمل الإجرامي، وقفات وحملات شعبية منها منددة وأخرى مواسية، عرب يضيئون أبراجهم بالعلم الفرنسي، وغرب منتفضين بوجه الإرهاب، خوف عمّ شوارع المدن الفرنسية، كل ذلك كان من هول التفجيرات في باريس.
130 قتيل مدني فرنسي، 350جريح عقب تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، يقابلها أكثر 350 الف شهيد سوري، 3مليون جريح، مليون ونصف مصاب بإعاقات، 4مليون لاجئ سوري، والقاتل واضح للعيان والعالم صامت، بان كي مون قلق، أوباما يفكر، وبوتين يشارك بالقتل مع بشار الأسد، فرنسا ساهمت بجزء ليس بذي قيمة تطيل الحديث عنه عن مساندتها للشعب السوري، إيران والميلشيات الشيعية تدعم النظام المجرم، والصين تبقى يدها مرفوعة ضد أي عمل يؤخر النظام عن عمله الشنيع بحق شعبه.
و عقب تفجيرات باريس، أوباما: هجمات على الإنسانية ومحاولة فظيعة لترويع المدنيين الأبرياء، بوتين: هجمات باريس تعكس الكراهية والقتلة ليسوا بشرا وروسيا مستعدة لدعم فرنسا حكومة وشعبا، ديفيد كاميرون: تتملكني الصدمة وقلوبنا ودعواتنا مع الشعب الفرنسي وسوف نفعل أقصى ما نستطيع، الرئاسة المصرية : هذه حوادث إرهابية غاشمة ونؤكد تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب الذي لا يعرف حدودا ودينا، روحاني: باسم الشعب، أستنكر بشدة هذه الجرائم ضد الإنسانية، الكويتي صباح الأحمد الجابر: هذه أعمال إرهابية إجرامية تخالف كل تعاليم الدين السماوي والقيم الإنسانية، الشيخ الاماراتي خليفة بن زايد آل نهيان: نؤيد ما يتوجب عمله لمواجهة الإرهاب، كلينتون: قلوبنا ودعاؤنا مع كل شخص في باريس.
لعل المقدمات والعبرة مستخلصة من النتائج كما بيّن رئيس الجناح السياسي لحركة أحرار الشام الإسلامية في سوريا محمد عبد الله الشامي، والتي تضعها بعض دول الغرب ضمن قائمة الارهاب السوداء، يقول:” إن الارهاب الذي قتل المدنيين في باريس هو نفسه الذي يقتل السوريين كل يوم المصدر نفسه بشار الأسد وصنيعه (داعش) تنظيم الدولة الإسلامية، بشار الأسد الذي هدد بتصدير الارهاب إلى الغرب وفى بوعده وباريس أول ضحية وليست الأخيرة، النظام البعثي هو من صنع (داعش) تنظيم الدولة بمساعدة إيرانية عراقية، واليوم يسوق نفسه شريكا بمحارتها كإرهاب وهناك من يريد أن يصدق”.
أخيراً وليس آخراً إن ما عانته باريس في ليلة واحدة يعانيه الشعب السوري في كل ليلة منذ خمس سنوات إلى هذه اللحظة، ولا أحد يحرك ساكناً من تلك الحرب الممنهجة لقتله وعلى يد رئيسه المفترض أن يحميه، فهل بالفعل شعب منهك من جميع النواحي خلال مقاومته لنظام مجرم قمعي، استطاع أن يزرع همومه المأساوية بنفوس أناس أبرياء مثله في دولة تقف بجانبه لا يفقهون من الألاعيب السياسية سوى النظر إليها.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري