تفاجأ السوريون مساء أمس الثلاثاء باتفاق يجلي أهالي بلدتي الفوعة وكفريا شمال إدلب مقابل الافراج عن معتقلين مدنيين ومن الثوار لدى النظام فما هي المعطيات القادمة بشأن إدلب .
حسم أهالي البلدتين أمرهم بالخروج منهما إلى دائرة النظام والمناطق التي يسيطر عليها رغم حديث التهالي عن خروجهم مكرهين بأوامر من النظام وإيران فمنهم من بكى على بيته ومنهم من شتم النظام بكلماته الذي يضحي بالمدنيين من مواليه في سبيل تحقيق مكاسبه مع إيران وروسيا .
انقسم الناشطون وفق التحليلات العسكرية والسياسية وما سيؤول إليه الوضع في قادم الأيام على ساحة إدلب إلى شطرين .
الأول رأى أن النظام أعدّ خطة عسكرية عنوانها الأرض المحروقة وأن إيران أرادت اخراج أهالي البلدتين لتبدأ مع النظام والميليشيات الأخرى وروسيا بالهجوم على إدلب وإنهاء كل المعارضين الذين خرجوا من بقية المناطق في سوريا إلى إدلب .
فيما رأى الشطر الثاني من الناشطين أن الاجلاء يعني لا عودة في المدى المنظور فأهالي البلدتين لم يعانوا كما كانت تعاني الغوطة ودرعا وريف حمص والمناطق التي حاصرها النظام فهم يرون أن اتفاق دولي بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة أبرم وانتهى الأمر دون مشورة إيران فشمال حلب وإدلب وشمال حماة، ذات نفوذ تركي وشرق الفرات تختص فيه أمريكا والنظام وروسيا في الغرب والوسط والجنوب بينما إيران سيتم تقليص تواجدها في سوريا بناء على طلب إسرائيل بعد موافقتها على اجتياح درعا والقنيطرة .
ورأى العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش الحر أن النظام سيجلي الفوعا وكفريا لأن وجودهما يعيق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها في كل منطقة فالثوار لن يتمكنوا من استخدام الفوعة كورقة ضغط بعد اليوم .
ويرى آخرون ان عملية الاجلاء جرت بشكل أوتوماتيكي بعد اتفاق جرى برعاية قطر عام 2015 بين جيش الفتح وإيران بما سمي اتفاق المدن الأربعة الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا والاجلاء اكمالا للاتفاق .
وتبقى آمال السوريين في إدلب ومحيطها معلقة بضمانات الدول الراعية للملف السوري في ظل تجاذبات سياسية بين روسيا وتركيا فهل ستكون العملية بمثابة سفينة نوح وتنقذ السوريين وتنهي الصراع تم أنها ستشتعل نار نيرون روما من جديد في سوريا .
المركز الصحفي السوري ــ خاطر محمود