رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، الأوضاع العامة لفلسطيني سوريا في التقرير الميداني السنوي لعام 2020 الذي صدر يوم الثلاثاء 9 شباط 2021.
هل يؤثر قانون هدم المخالفات على أملاك #النازحين و #اللاجئين؟
استهل التقرير الذي حمل اسم “فلسطينيو سورية رحلة البحث عن الذات”، المؤشرات الاقتصادية لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مؤكداً أن اللاجئين الفلسطينين عانوا أوضاعا معيشيةً صعبةً وسط ارتفاع نسـبة البطالة وانهيار الليرة السورية، فضلاً عن ظروف النزوح المتكرر.
كما لفت إلى أن نحو %40 منهم مهجرون داخل سوريا وأن 91% مـنهم يعيشون في فقرٍ مدقع، وسط تضاعف الأسعار أكثر من 1000٪، مشيراً لانتشار عمالة الأطفال الفلسطينيين، وشطب أسماء أطفال الفلسطينيين دون 15 عاماً من لوائح البطاقة الذكية، وبالتالي حرمان أسرهم من المخصصات الكافية مـن الخبـز والمواد التموينية.
ومن الناحية الاجتماعية، أثرت الحرب وأزمة النزوح، بحسب التقرير، كثيراً على المجتمع الفلسطيني اللاجئ الذي يعانـي أصلاً من تبعات اللجوء، ولاسيما الفئات الضعيفة منه مـن ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والعائلات التي تعيلها امـرأة والأيتام، وقد بلغ عددهم نحو 126 ألف لاجئٍ فلسـطيني، بحسب إحصائيات الأونروا.
ولفت التقرير إلى نشوء ظواهر اجتماعية جديدة بين اللاجئين كعمالة النساء والأطفال، والتسوّل والبحث في القمامة والتسرب الدراسي، فضلاً عن انتشار تعاطي وترويج المخدرات بين الشباب، واللجوء للهجرة غير الشرعية، ماجعلهم عرضة للأخطار والابتزاز مـن قبل المهربين وتجار البشر.
ومن الناحية الصحية، لفت تقرير المجموعة أن جائحة كوفيد-19 كشفت تردي المنظومة الصحية في سوريا وعجزها عن مواجهة الجائحة للنقص الكبير بكافة المعدات والمستلزمات الطبية، فضلاً عن النقص الكبير في الكوادر الطبية بسبب هجرتها، مبينة أن الجائحة تفشت في المخيمات الفلسطينية، حيث سجلت إصابة 9 آلاف لاجئ بكورونا، ووفاة العشرات منهم عام 2020، بحسب الاونروا.
فيما أدت إجراءات الإغلاق لفقدانهم مصادر دخلهم، والاختيار بين مرين؛ الإصابة أَو الجوع، مؤكدةً تعامي النظام عن مواجهة الجائحة وتبعاتها.
بالانتقال إلى المؤشرات القانونية، بيّن التقرير
إصدار قرارات إدارية تخالف المراسيم والقوانين التي اتخذت لتنظيم أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بما يتعارض مع الدستور السوري منذ بداية الحرب في آذار 2011.
ولفتت المجموعة إلى أن الفلسطينين تم استبعادهم مـن بعض المسابقات ووظائف دوائر الدولة واقتصارها على السوريين.
وعلى صعيد التعليم، أكد التقرير أن التعليم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين واجه صعوباتٍ جمّةً بسبب فيروس كورونا، الذي تسبب بإغلاق المدارس وعدم جدوى التعليم عن بعد، نتيجة الواقع الخدمي المتردي لضعف شبكة الإنترنت والتقنين الكهرباء الطويل، ما أثر سلباً على التحصيل العلمي للآلاف الطلاب الفلسطينيين.
أما صعيد حقوق الإنسان، فقد شهد انتهاكاتٍ جسيمة، تضمنت اغتيالاتٍ وتصفيةً طالت نشطاء معارضين سابقين فلسـطينين في مناطق مختلفة بمحافظة درعا، يرجح وقوف قوات النظام ورائها.
ومن ناحية الانتهاكات، رصدت المجموعة في المخيمات الفلسطينية عمليات استيلاءٍ وتدميرٍ لممتلكات ومنازل لاجئين فلسطينيين ناشطين إغاثيين أو إعلاميين مناهضين للنظام أو عسكريين أو لمعتقلين متهمين بالإرهاب أو التعامل مع المعارضة السورية، ليجري تقاسم الممتلكات بين الأجهزة الأمنية ووزارات الدولة وعناصر ميليشيات النظام بموجب قوانين أباحت ذلك.
وحول انتهاكات التهجير والإبعاد القسري، ذكرت المجموعة منع النظام عودة معظم أهالي مخيم اليرموك رغم مرور أكثر مـن عامين على استعادة السـيطرة عليه، تحت طائلة الاعتقال والمحاسبة، علاوةً عن منع إعادة الإعمار، فيما تواصل نهب الممتلكات العامة والخاصة وتدمير بقايا البنى التحتية على مرأى الأجهزة الأمنية.
كما لفتت المجموعة إلى المخطط التنظيمي الجديد لمدينة دمشق الذي يقضم حارات كاملة دون تعويضاتٍ أو مقابل تعويضاتٍ منقوصة، كما ينتهك حق الملكية العقارية للسكان، مما يهدد
الهوية السياسية والوطنية للمخيم.
ّوبالنسبة للمهجرين من الفلسطينيين ممن أجبـروا علـى الخروج إلـى الشـمال السـوري؛ فإنهـم يعانـون مـن غياب أدنى مقومات الحياة، وشـح المساعدات الإغاثية.
وحول الاعتقالات والضحايا، أوضح التقرير أن قوات النظام شددت قبضتها الأمنية على بلدات جنوب دمشق عام 2020، ونفـذت حملات دهم واعتقال طالت الفلسـطينيين، وحتى ممن قامـوا بتسـوية أوضاعهـم.
وذكر التقرير اعتقال قوات النظام ببلدة يلدا بريف دمشـق مطلع عام 2020، 52 تلميذ فلسـطيني(بين 10-16 سنة)، بتهمة تمزيق صورة رأس النظام، فيما اعتقل بحادثةٍ أخرى أطفالا ونساءً فلسطينيين لبقائهم بمخيم اليرموك أثناء سيطرة قوات المعارضة السورية.
وبحسب إحصائيات المجموعة، تم اعتقال 1797 فلسـطيني في سوريا بينهــم 110 امرأة، وارتقاء 620 فلسطيني تحت التعذيب في سجون النظام منذ آذار 2011 حتى كانون الأول 2020.
يُذكر أن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، تعنى بمعالجة قضايا متعددة في الشأن الفلسطيني السوري، وإصدار تقارير حولها.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع