قال الكاتب الأميركي فريد هايت إن الرئيس باراك أوباما تفاخر بتحدي مؤسسة السياسة الخارجية من أجل صياغة سياسته في سوريا، لكنه دمر بارقة الأمل لدى السوريين المتمثلة في احتمال تدخل أميركا وإنقاذهم من وحشية بشار الأسد.
وفي مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، نقل الكاتب عن أوباما قوله مؤخرا في مقابلة مع جيفري جولدبرج بمجلة “أتلانتك”، إنه “فخور جدا” بقراره عدم قصف سوريا بعد أن قتل الديكتاتور بشار الأسد 1400 شخص أو أكثر في هجوم بالغاز السام، مشيراً إلى أنه تعرض لانتقادات لأنه رفض اتباع “قواعد اللعبة التي تمارسها مؤسسة السياسة الخارجية”، والتي كانت تنصح بتدخل أكبر للولايات المتحدة.
يشير الكاتب في مقاله إلى شخصيتين: فيكي أكين المدير الإقليمي لمنظمة “جول” في سوريا، وهي واحدة من أكبر منظمات الإغاثة الإنسانية في العالم ومقرها أيرلندا، وتعمل بشكل مثير للدهشة في خضم الحرب للحفاظ على توفير المياه العذبة والخبز إلى نحو مليون سوري بائس في سوريا، وأحمد مستو، وهو سوري عمل لـ “جول” داخل سوريا لثلاث سنوات قبل أن يضطر للهرب إلى ألمانيا، بعد تعرضه للتهديد من نظام الأسد.
يتذكر مستو كيف بدأت الاحتجاجات ضد ديكتاتورية الأسد الوحشية في عام 2011، والحشود السلمية لآلاف المتظاهرين في جامعة حلب دون أن يحمل أي منهم أسلحة. ويتذكر كيف لجأ الأسد للرد العنيف، واعتبر أي شخص يعارض النظام “إرهابيا”، وأطلق سراح الإرهابيين الحقيقيين من السجون السورية والذين شكلوا بذور “تنظيم الدولة” في سوريا والعراق.
ويتذكر أيضا كيف صرح أوباما بأن استخدام الأسلحة الكيميائية “خط أحمر” وأن الأسد لا يجب أن يتعداه، وحين استخدمه بالفعل قرر أوباما الامتناع عن الرد العسكري.
وينقل الكاتب قوله “السوريون يسألون أين الخط الأحمر بالنسبة لأميركا؟ إنه ليس الأسلحة الكيميائية، ولكن ماذا عن “قنابل البراميل؟ ماذا عن القناصة؟ ماذا عن نصف مليون قتيل؟”.
يقول الكاتب إن قنابل البراميل هي من سمات الحرب التي شنها الأسد ضد شعبه، وهي براميل مليئة بالشظايا والمسامير وقطع حادة أخرى من المعادن تسقطها طائرات الهليكوبتر على المدنيين وتتسبب في أبشع الإصابات. ونقل الكاتب عن مارك بارتوليني الرئيس التنفيذي لمنظمة “جول” بالولايات المتحدة قوله: “الأسد وحلفاؤه الروس اعتادوا استهداف العيادات والمستشفيات، لدرجة أن السوريين يتوسلون إلينا بعدم جلب مرافق صحية إلى قراهم.
وتابع الكاتب: لا أحد يعرف على وجه اليقين كم عدد السوريين الذين لقوا حتفهم، فالعدد أكثر بكثير من 250 ألفا، وقد أجبر نصف السوريين على ترك منازلهم. أكثر من 4 ملايين أصبحوا لاجئين، والآلاف محاصرون على الحدود التركية، غير قادرين على مغادرة البلاد، وقد فر مئات الآلاف إلى أوروبا.
وأشار إلى أن أكين الذي انتقل إلى الجانب التركي من الحدود السورية في عام 2014 لتولي جهود مؤسسة “جول” للإغاثة، يتذكر كيف كان السوريون آنذاك يعتقدون أن الولايات المتحدة ستقوم بإنشاء “منطقة آمنة”.
ونقل عن أكين قوله “كان الأمر مفجعا لأنني كنت أعرف أن سياسة أوباما لن تتغير، لكن ذلك كان أملهم الوحيد”.
وأضاف: “بارقة أمل السوريين اختفت عندما تدخلت روسيا وهاجمت المدنيين بقوة أكبر”.
وختم الكاتب مقاله بالقول: “في مجمل حجج واشنطن حول العقيدة والدور الأميركي، من السهل نسيان أن سوريا تتعرض للتدمير”.
الوشنطن بوست
ترجمة : العرب القطرية