أعلن رامي مخلوف، رجل الأعمال المثير للجدل وابن خال رأس النظام السوري الساقط بشار الأسد، عن تشكيل ميليشيا مسلحة أطلق عليها اسم “القوى الخاصة”، مدعيًا أنها تضم 150 ألف مقاتل بهدف “حماية إقليم الساحل”، وفقًا لتصريحات بثها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
إلا أن إعلانه واجه رفضًا واسعًا من أهالي المنطقة، الذين اتهموه بالسعي لإشعال فتنة طائفية وتهديد وحدة سوريا.
وجاءت ردود الفعل الغاضبة من الساحل السوري حاسمة، حيث اعتبر السكان المحليون تحركات مخلوف محاولةً “يائسة” لاستعادة نفوذه المفقود بعد خلافاته مع نظام الأسد المخلوع، وفقدانه الامتيازات التي تمتع بها لسنوات كأحد أبرز رموز السلطة الاقتصادية الفاسدة.
وأكد نشطاء ومغردون أن تشكيل الميليشيات خارج إطار الدولة يُعدّ عملًا “انقلابيًّا” يهدد الأمن المجتمعي، ويعيد إنتاج الفوضى عبر استغلال الانقسامات الاجتماعية.
وتشير المصادر المحلية إلى أن مخلوف، المعروف بثرائه الفاحش واستغلاله الثروات الوطنية لمصالحه الشخصية، يحاول اليوم تقديم نفسه كـ”مدافع” عن فئات مهمشة، إلا أن سمعته كرمز للفساد تجعله مرفوضًا شعبيًّا حتى في ذروة سلطته السابقة. وقد رفض أهالي الساحل بشكل قاطع أي محاولات لتجنيد الشباب أو إنشاء مجموعات مسلحة، مؤكدين أن “وحدة سوريا خط أحمر”.
من جهة أخرى، يعتبر مراقبون أن تحركات مخلوف تعكس محاولة لخلق واقع أمني جديد في المنطقة، بعد إقصائه من دائرة النفوذ السياسي والاقتصادي، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الخطوة على الاستقرار الوطني.
وتوحدت الأصوات الشعبية والسياسية في الساحل برفض المشروع، معتبرة إياه “خطرًا داهمًا” على السلم الأهلي، ومؤكدة أن أي محاولات لتقسيم البلاد أو زعزعة أمنها “مصيرها الفشل”.