صورة سعد محفورة في قلب صديقه جابر.. طلاب سعد يفتقدون معلمهم الراحل
يخيّم الحزن على قلبه، يتقاطر الدمع على خديه، ينطلق الصوت حزيناً ليتمتم بكلمات وسط نحيب وبكاء رهيب، بأنه صديق الطفولة نلعب سويا زميل الدراسة جمعتنا براءة الأطفال في مرحنا ولهونا، تخرجنا من الجامعة معاً عشناً أفراحنا وأحزاننا معاً، يزيد الفرح عندما يجمعنا وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ، توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ..
تحمل كلمات الوداع لصديق الدرب “سعد” كل مآسي البشر على وجه الأرض في قلب جابر، يناديه متوسلاً “لاتروح ياسعد بترجاك يارفيقي” ويترك شلالاً من الدموع يقتل جابر في كل لحظة ،لتموت علاقة تملؤها مشاعر الألفة والتضحية.
برحيل سعد لا يبقى سوى الذكرى المغلفة بالاشتياق .. لم تسطع الأيام بطولها أن تداويها ولا حتى أن تخفف من حدتها..
.
خبر وفاة سعد الرجل الأربعيني بعد صراع طويل مع المرض أثقل روح جابر، وجعل أيامه سوداء لاترى الشمس ، يسكنُها العذاب والصمت وتغمرها ظلمة الليل ، لحظات الفراق مسحت كل ألوان السعادة أيام غاب فيها القمر ولم تعد تتقن سوى لغة البكاء وتملكتها مشاعر الوحدة …
تاريخ رحيل سعد عام 2019 أدمى عيون أحبائه وطلابه ،لن يستطيعوا رؤيته بعد الآن لن يدخل عليهم بابتسامته الحانية وعيونه السوداء، لن تسمع جدران الصف المعتِمة ترنيمات صوته.
غيابه خلّف غصات عالقة في الفؤاد طول العمر، لن يتقاسم معهم ساعات السعادة والأسى ولن يشاركهم تفاصيل حياتهم واهتماماتهم ….
تبقى صورة سعد محفورة في ذاكرة جابر تسكن كيانه، يحنُّ إلى الأمس البعيد ولقاءات جمعتهما سوياً ، يحاول جابر جاهداً اعتياد الحياة بدون سعد لكن النفس ضعيفة هشة لاتتحمل فكرة النسيان مطلقاً ولكن تستطيع التخطي لتمر الحياة ….
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع