قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه يمكن حل الخلافات مع اليونان بشأن شرق المتوسط بالحوار والتفاهم، فيما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن سفينة التنقيب “عروج ريس” لم تنهِ مهمتها في المتوسط، بالمقابل قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إن بلاده مستعدة للحوار مع أنقرة؛ لكن “دون ابتزاز أو تهديدات”.
وأوضح الرئيس أردوغان في اجتماع مع المستشارة الألمانية أمس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أن جميع الخلافات يمكن أن تحل بالتفاهم والحوار في حال وجود مقاربة بناءة ومبنية على مبدأ حفظ الحقوق، وشدد الرئيس التركي على تمسك بلاده بحقوقها، داعيا الأوروبيين للتعامل “بعدل وتوازن” مع قضية شرق المتوسط.
وتتنازع تركيا مع كل من قبرص واليونان السيادة على مناطق في شرق البحر الأبيض المتوسط قد تكون غنية بالغاز الطبيعي. وتصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا في نهاية الشهر الماضي عندما أجرى كل منهما مناورات عسكرية، وأرسلت تركيا سفنا للتنقيب عن موارد الطاقة في منطقة شرق المتوسط، وأعلنت فرنسا دعمها الواضح لليونان من خلال نشر سفن حربية وطائرات مقاتلة في المنطقة في مبادرة انتقدتها أنقرة بشدة.
عروج ريس
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي إن عودة سفينة المسح التركية “عروج ريس” للصيانة في ميناء أنطاليا (جنوب شرقي تركيا) “لا يعني أن عملياتها في منطقة شرق المتوسط قد انتهت”، وأوضح الوزير أوغلو في مقابلة مع محطة تلفزيونية تركية أن صيانة “عروج ريس” قد تستغرق بضعة أسابيع، وستواصل السفينة عملياتها فور الانتهاء من أعمال الصيانة.
وكانت السفينة قد عادت الأحد الماضي إلى مياه قريبة من ميناء أنطاليا، وهو ما وصفته اليونان بخطوة إيجابية أولى لتخفيف حدة التوتر.
وتعمل سفينتان تركيتان في منطقة شرق المتوسط بحثا عن موارد الطاقة، الأولى “عروج ريس”، وعملت قرب المنطقة الاقتصادية الخاصة بمصر، والثانية سفينة “ياووز”، وتعمل في منطقة تقول قبرص إنها لم ترخص بالتنقيب فيها.
موقف قبرص
بالمقابل، أبدى الرئيس القبرصي استعداد بلاده للحوار مع تركيا لحل الخلافات؛ لكن ليس تحت التهديد والابتزاز على حد قوله، ودعا الرئيس القبرصي، عقب اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الاتحاد الأوروبي إلى عدم تجاهل فرض عقوبات صارمة على تركيا لثنيها عما سماه التنقيب غير القانوني في شرقي البحر المتوسط.
وأضاف المسؤول القبرصي أن قرار تركيا بتمديد فترة عمل السفينة ياووز إلى الشهر المقبل، تأتي في وقت يتخذ فيه الاتحاد الأوروبي سلسلة مبادرات تهدف إلى تهدئة التوتر.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في مقابلة مع مجلة “إيكونوميست” (The Economist) البريطانية إنه يشعر بقلق بالغ من الخطوة التي أقدمت عليها تركيا بتمديد عمل السفينة، وأضاف “لدى تركيا خيار: إما التواصل مع أوروبا بطريقة بناءة.. أو أن تختار مواصلة هذا النوع من الأعمال الأحادية ومواجهة العواقب”.
ويعقد الاتحاد الأوروبي قمة يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول الحالي في بروكسل لبحث الأزمة في شرق المتوسط، وقد سبق أن لوح المسؤولون الأوروبيون بفرض عقوبات على تركيا، إذ حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تركيا من أي محاولة لـ”تخويف” جيرانها في الخلاف حول الغاز في شرق المتوسط.وأعرب رئيس المجلس الأوروبي الأربعاء الماضي خلال زيارته إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا التزام الاتحاد بالدفاع عن حقوق قبرص في خلافها مع تركيا حول حقوق التنقيب عن الغاز في المتوسط.
نقلا عن الجزيرة