-هذا ما نادت به “ل ج” إحدى الفتيات السوريات التي عانت مرارة الاعتقال مرتين في سجون الأسد، على الرغم من عمرها الذي لم يتعدَ الـ 27.
-بدأت “ل ج” حديثها عن أهالي درعا حين خرجوا مطالبين بالحرية، تركت دراستي في جامعة حلب، وخرجت في الثورة مطالبة بالحرية والكرامة، حيث بدأت عملي كناشطة ميدانية منذ بداية الأحداث في مدينة حلب، وساعدت في تنظيم عدد من المظاهرات قبيل دخول الحراك المسلح إلى المدينة.
-تعود “ل ج” بذاكرتها إلى عام 2012، وبالتحديد في 22 حزيران، حيث نظمت مع شقيقيها ومجموعة من الناشطين مظاهرة خرجت من كلية الآداب، وتوجهت إلى السكن الجامعي، مطالبة بإخلاء سبيل الطلاب المعتقلين لدى نظام الأسد داخل أحد المباني المخصصة لسكن الطلاب ومنعوا عنهم الطعام والكهرباء، “أثناء وصول المظاهرة إلى باب السكن، ألقت العناصر الأمنية قنابل مسيلة للدموع علينا، فانفصلت أنا وشقيقتي عن أخي الأصغر، تزامنًا مع بداية الاعتقالات في صفوفنا”.
“عمت الفوضى، وأصوات الضجيج تعلو حولنا”، في تلك الأثناء أصيبت “ل ج” بالذهول لرؤيتها عناصر الأمن وهم يقذفون الطلاب المحاصرون داخل السكن من الطوابق العلوية إلى الأرض، هنا في هذه اللحظات التفت القوات الأمنية حولها ووضعوها في سيارة – إلى جانب فتيات أخريات-لتكون أولى حلقات الاعتقال الأول.
-خلال هذه اللحظات – تتابع الناشطة الحلبية – سمعت صوت صراخ أحد المسنين يقول: “اتركوا الفتيات هن عرضنا وشرفنا”، فكان رد “أمن الأسد” بالضرب الموهن ودعسه بسيارتهم، دون معرفة مصيره، بينما كنا نعاني من الضرب والإذلال و “نزع الحجاب” في طريقنا إلى الفرع، احسست أن الطريق غدى طويلاً وبدأت بالتفكير بخوف شديد عن مصيرنا المجهول وعما سيحدث لنا داخل الفرع.
-بقيت “ل ج” في أحد أقبية فرع الأمن مدة خمسة أيام، لاقت فيها مرارة الإذلال والتعذيب والآلام النفسية قبل الجسدية، وتردف “خرجت مع باقي فتيات الجامعة لقاء مبلغ مادي (رشوة) لأحد ضباط الأمن، دفعه والدي “.
-وبعد خروجها من المعتقل، تابعت الفتاة الحلبية عملها الثوري مع الجيش الحر في المشافي الميدانية بالمناطق المحررة، في إصرار منها على الاستمرار في نضالها السلمي، تردف في حديثها “كنت أذهب يومياً من مناطق النظام إلى مناطق الجيش الحر لتقديم المساعدة الطبية للمصابين، وإدخال الأدوية اللازمة في علاج جرحى المعارك والقصف اليومي على أحياء حلب المحررة”.
-اعتقلت “ل ج “مرة أخرى بتاريخ 20/5/2014 عند عودتها إلى منزلها الخاضع لسيطرة ميليشيا النظام، تقول “كان في الجيش الحر بعض العملاء التابعين للأجهزة الأمنية، هم من أخبروا عني، وكانت النتيجة اعتقالي للمرة الثانية، وبتهم متعددة أهمها تسريب المعلومات للثوار”.
وبعد مضي شهر ونصف على الاعتقال أخلي سبيلها، بعد تعذيب مضاعف، ومبلغ مادي كبير اضطر والدها لدفعه لأحد ضباط الأمن، لتقرر من حينها مغادرة سوريا نحو الأراضي التركية.
بقيت “ل ج” فترة طويلة تعاني من أمراض نفسية لشدة ما حصل لها داخل سجون النظام المجرم، استطاعت “ل ج” ان تتغلب على وضعها النفسي تحت اشراف مرشدة نفسية وهي الان تعمل في أحد المعاهد السورية في عينتاب.
“أنقذوا المعتقلات السوريات”، بهذه العبارة أنهت “ل ج” حديثها، محاولة إخفاء دموعها، ومؤكدة أن قلبها وروحها مازالا في حلب، وأنها ستعود الى سوريا ولو طال الزمن مؤكدة أن سوريا ستنتصر على هذا النظام المجرم.
المصدر: صحيفة الأيام – بقلم داريا حسين