يحتاج أبو البراء إلى أكثر من خمس ساعات ليصل إلى مكان عمله في مدينة كفرتخاريم غربي مدينة إدلب في الشمال السوري، قادماً من ترمانين بريف إدلب الشمالي وذلك بعد وقوف ساعات طويلة على الطرقات والركوب مع غرباء لمسافات قصيرة.
يقول “أبو البراء” وهو أحد المهجرين من مدينة حلب “أخرج قبل عملي بيوم نظراً للمتاعب التي أتعرض لها على الطرقات، لوقوفي لعدة ساعات تحت أشعة الشمس والاضطرار للركوب في صناديق سيارات البيك آب والدراجات النارية لمسافات متقطعة لأصل إلى مكان عملي”.
يضيف أبو البراء وملامح التعب والإرهاق واضحة عليه “اليوم مشيتُ مسافات طويلة حتى وصلت عملي، ففي مراكز المدن لا أحد يقف لنا ويحملنا، ونضطر بذلك أن نسير حتى آخر المدينة ونقف عدة دقائق وأحيانا أكثر من ساعة حتى يقف أحد أولاد الحلال ويحملنا”.
بسبب ارتفاع أجور النقل في الشمال السوري لا يستطيع معظم المدنيين أن يتنقلوا في وسائل النقل العامة، وبالنسبة لأبو البراء يقول “أنا أعمل بأجر يومي يصل إلى 75 ليرة تركية في أحسن الحالات، وهذا الأجر بالكاد يكفيني لمصاريف المنزل لذلك أوفر أجرة الطريق لأولادي وأتعب في الوصول للعمل”.
ويشاهد “سامر السعيد” مظاهر وقوف العشرات من الأطفال والنساء والرجال على مفارق الطرق الرئيسية، وعلى المعابر الواصلة بين مناطق ريف حلب الشمالي وإدلب، ويقول بأن ذلك الازدحام لعدة أسباب أهمها الكثافة السكانية العالية، وتدني مستوى المعيشة.
يضيف سامر “غالبية سكان المنطقة من المهجرين الذين وصل بهم الحال لأسوء ما هو عليه، ويضطر النازحون للوقوف على الطرقات لقضاء حوائجهم أو خروجهم للعمل، ومعظمهم من الأطفال والنساء الذين لا يملكون وسائل نقل ولا معيل”.
ولارتفاع ثمن المحروقات أيضاً السبب الأبرز في انتشار هذه الظواهر على الطرقات، ويقول السعيد “بسبب ارتفاع ثمن المحروقات ترك معظم المدنيين وسائل نقلهم وباتوا يتنقلون كما يقال هنا تقطيع، وهذا يعرضهم لمصاعب ومخاطر جمة في فصل الصيف منها ضربات الشمس والحمى”.
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع