“بعد إصابتي الكل تخلى عني وحاولت انتحر لكن رجعت لرب العالمين وتغيرت حياتي” كلمات يرتبها شاب ثلاثيني متعثراً بثقلها ليشرح ما يجول في قلبه من شعور بعد ظلمات عقبها نور.
هل يمكن أن تصادر أملاكك دون علمك، كيف يؤثر قانون الإرهاب على المتهمين وعوائلهم؟؟
“علي العلي” شاب ثلاثيني مصاب بشلل، يقطن في أحد مخيمات النازحين في الشمال السوري، بعد أن هُجِر قسراً من بيته في قرية كفرومة.
أُصيب علي برصاصةٍ في نخاعه الشوكي في مدينة “معرة النعمان” ما تسبب له بشلل نصفي أقعده عن الحركة منذ سنوات، في ظل حاجته لعملية جراحية ليشفى من شلله.
شُلّت قدما علي ليفقد الشعور بهما، إلا أن قلبه بقي سليماً من الإصابة علياً من العجز والخيبات، بعد أن تخلى عنه أهله وأصحابه، حتى زوجته في وقتٍ كان بأمسّ حاجته إليهم.
يقول علي “صرت حس أن رفقاتي تخلوا عني أهلي تخلوا عني حتى مرتي تركتني فيئست كتير يئست”.
الحزن واليأس سكنا قلبه وخاطره حين بقي وحيداً عاجزاً عن الحركة بعد أن كان في عزّ شبابه وقوته، ما أفقده رغبته بالحياة ليُقبل على الانتحار قبل أن يقرر تغير حياته.
يكمل علي ليروي لحظاتٍ من ضعفٍ ويأسٍ كادا ينهيا حياته قائلاً ” كنت طلع هيك انا شب واتحرك وامشي وفجأة ما عاد فيني، فيئست كتير حتى اني وصلت لمرحلة من اليأس حاولت انتحر فبعدين فكرت بانو هالدنيا كلها، لا رفقاتي ولا مرتي ولا أحد على وجه هالأرض يستحق انتحر لأجله”.
ثم يتابع علي مسترسلاً “قررت غير حياتي رجعت لرب العالمين رجعت للقرآن والسنة، يعني.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب، حتى تغيرت حياتي جذرياً وصرت شخص آخر”.
حين تخلى عنه الصحاب والأهل والأحباب وأوصدت بوجهه كل الأبواب وقع عليّ عاجزاً مخذولاً عليلاً لكنه لمّا طرق باب الله وجده الباب الذي يبقى مفتوحاً حين يوصد العباد أبوابهم.
يقول علي “تغيرت حياتي حتى إني نسيت إصابتي وصارت آخر همي ونسيت إني كنت متزوج ومرتي تركتني” ويختم كلامه بنفس راضية وقلب قنوع “الحمد لله هاد كله من رب العالمين وأنا رضيان ومبسوط”
يعيش علي في مخيمات بلدة “كللي” شمالي إدلب بعد أن هجرته آلة إجرام النظام من بيته في قرية كفرومة، يعمل بتربية الحمام، لكن عمله لا يكفي لتأمين تكاليف عملية جراحية يحتاجها ليستعيد قدرته على المشي والحركة.
سدرة المنتهى
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع