على الرغم من غياب المرشحين العرب لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، غير أن أصوات الدول العربية (شمال القارة)، قد ترجح الفائز من بين 5 متنافسين. ويجرى التصويت على منصب رئيس المفوضية خلفاً لدلاميني زوما، ونائبه، خلال فعاليات القمة الأفريقية الـ28، التي تستضيفها أديس أبابا، يومي 30 و31 يناير الجاري.
ودخلت المنافسة بين المرشحين للمنصبين مراحلها النهائية، وشهدت أروقة الاتحاد الأفريقي تنافساً واحتداماً غير مسبوق في مقره بالعاصمة أديس أبابا، على هامش اجتماعات المجلس الوزاري الذي يشارك فيه 49 وزير خارجية من البلدان الأعضاء البالغ عددها 53 دولة.
وقد خطفت عملية التنافس الأضواء عن القمة والاجتماع الوزاري. ويتنافس 5 مرشحين على منصب رئاسة المفوضية وهم وزراء خارجية كينيا أمينة محمد، بوتسوانا بيلونومي فينسون مواتوا، السنغال عبدالله باتيلي، تشاد موسى فكي، وغينيا الاستوائية أجابيتو أمبا موكي.
وتسود توقعات بانحسار المنافسة النهائية بين المرشحين التشادي والكينية، وكذلك البوتسوانية في المرحلة الأولى. فيما توقعت مصادر رفيعة المستوى مشاركة بالقمة، انقلاب التحالفات في الجولة الثانية بين تشاد وكينيا وبوتسوانا.
وتتنافس 4 شخصيات على منصب نائب رئيس المفوضية وهم: ياسين علمي بوح من جيبوتي، عبدالحكيم ألوير رجب، من ليبيا، زوماس كموريتي كوسي من غانا، وتيكر تيكر كلاوري من الكونغو. وتوصف القمة المقبلة بأنها “قمة الانتخابات” للاتحاد الأفريقي.
وقالت مصادر بالقمة إن انتخابات المرشحين على رئاسة المفوضية والنائب، ستكون في الجولة الأولى باقتراع سري من قبل القادة الأفارقة، ويتوقع صعود مرشحين اثنين ممن حصلا على أغلبية الأصوات للجولة الثانية.
ويحتاج الفائز إلى الحصول على الأغلبية المطلقة (50% + 1) من الأصوات. ووصف مصدر الجولة الثانية من الانتخابات بـ”المعقدة”، متوقعاً أن تتوزع أصوات القادة الأفارقة بحسب الأقاليم، وتصوت كل دولة لمرشح الإقليم.
ويتوقع المصدر كذلك أن يصعد للجولة الثانية مرشحا كينيا، وتشاد، أو بوتسوانا، مشيرا إلى أن الجولة الثانية ربما تشهد خلط الأوراق في التحالفات. وأوضح أن دول جنوب القارة ستدعم مرشح كينيا بحكم العلاقات والتحالفات التي تربط هذه الأقاليم بدول شرق أفريقيا، بالإضافة إلى أن هذه الدول جميعها من الناطقة بالانكليزية.
فيما ستقف دول غرب القارة إلى جانب مرشح تشاد، الذي يمثل دول وسط القارة، أما الجزائر وإقليم الصحراء (المتنازع عليه بين المغرب والبوليساريو) في الشمال فستدعم مرشح دول شرق أفريقيا، بينما تدعم مصر وتونس وموريتانيا وليبيا مرشح تشاد.
ويعتقد المصدر أن دول شمال أفريقيا ربما تكون عامل حسم بين الكتلتين في شرق ووسط القارة من خلال ترجيع أحد كفة المرشحين الساعين للفوز بالرئاسة في الجولة الثانية. وقال مصدر مشارك باجتماعات وزراء الخارجية الأفارقة، إن الوزراء اتفقوا على انتخاب رئيس المفوضية ونائب المفوضية من قبل الرؤساء، الإثنين المقبل، وتم وضعه كبند أول.
كما تشهد القمة كذلك انتخاب رئيس الدورة الحالية للاتحاد خلفا للرئيس التشادي إدريس دبي. وحسب المصدر فإن المجلس الوزاري “أقر انتقال الرئاسة من وسط القارة الى غربها، ومن المتوقع أن تتولى نيجيريا أو السنغال رئاسة الدورة الحالية”.
ويشهد مقر الاتحاد حراكاً غير مسبوق بين المتنافسين على منصب رئيس المفوضية ونائبه، حيث احتدمت الحملات بشكل وصل إلى توجيه اتهامات مباشرة لعدد من المرشحين. وطالت الاتهامات المرشح السنغالي عبدالله باتيلي، بدعوى “علاقته الوثيقة” بالغرب، وخاصة فرنسا، وفق صحف كينية وجنوب أفريقية.
وامتدت الاتهامات إلى المرشحة الكينية أمينة محمد التي كانت في مأمن حتى أمس الأول، واُتهمت بـ”الفساد واستغلال المال العام”، وفق وسائل إعلام سنغالية. ويرى مراقبون أن حملات التشويه، التي طالت مرشحي مجموعة شرق وغرب القارة، تصب لصالح مرشح وسط القارة موسى فكي، وزير خارجية تشاد، ووزيرة خارجية بوتسوانا بيلونومي فينسون مواتوا لتعيد الأخيرة مجدداً إلى دائرة التنافس.
وفشلت مواتوا في الحصول على الأصوات المطلوبة للفوز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في قمة كيغالي برواند وكشف مصدر عن اتصالات تجريها دول غرب ووسط القارة المعروفة بدول الفرنكفورية على مستوى وزراء الخارجية للتنسيق بهدف الوصول إلى تفاهمات تفضى إلى الاتفاق على مرشح واحد.
وأضاف المصدر أن وزير خارجية تشاد موسى فكي، مرشح وسط القارة، تمكن من تأمين 7 أصوات من مجموعة غرب أفريقيا، من دون ذكر أسماء الدول، بالإضافة إلى أصوات وسط القارة والمجموعة الاقتصادية “أيكواس”، وهو وضع مريح لمرشح تشاد للصعود إلى الجولة الثاثنية.
ونقلت دول شمال أفريقيا (الدول العربية) دعمها للمرشح التشادي، وهي مصر، تونس، موريتانيا. أما أصوات الدول الحلفاء التقليديين لدول شرق وجنوب أفريقيا فستقف إلى جانب دول الشرق والجنوب في الجولة الثانية لترجيع كفة أحد المرشحين، وفق المصادر نفسها.
واعتبرت المصادر أن أصوات دول شمال القارة هي “عامل الحسم في الجولة الأولى ليصعد اثنان من المرشحين إلى الجولة الثانية”. ويلف الغموض مصير مرشح السنغال وزير الخارجية عبدالله باتيلي من غرب القارة.
وأرجع المصدر الغموض إلى التباينات، التي أحدثها عدم مشاركة الرئيس السنغالي ماكي سال، في تدشين الحملة الانتخابية لمرشح بلاده. وأشار المصدر إلى أن الرئيس السنغالي لم يقم بإرسال مبعوثين له إلى نظرائه في الدول الأفريقية لطلب دعم مرشح بلاده مثل بقية الدول التي لديها مرشحين.
أما بالنسبة للمتنافسين على منصب نائب رئيس المفوضية فتحدده اتجاهات رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، فمثلاً إذا كانت رئاسة المفوضية من شرق القارة يتم اختيار النائب من أحد الأقاليم الأربعة الأخرى المكونة للاتحاد الأفريقي.
العرب اللندنية