كم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا في أنفسهم مقدرةً على مجاراة الكون في سننه أو مصارعته في ثوابته.. فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم..التاريخ يعيد نفسه في جمعة اأسرى الحرية والتي كانت بتاريخ الخامس عشر من شهر تموز لسنة 2011.
رفضت المعارضة المشاركة في الحوار الذي قال إن النظام أراد السيطرة عليها للتستر على عمليات القتل التي ارتكبها بحق المدنيين ,فلا مفر أمام الشعب من دفع الظلم حين يأتيهم إلا المقاومة في وجه الظلام ,ففي استعراض كبير لقوة الانتفاضة، تظاهرة أكثر من مليون شخص في سوريا ضد نظام بشار الأسد الذي واجه حركة احتجاج لا سابق لها.
فقد واصلت قوات الأمن قمعها للمحتجين واتبعت أعتى أساليب الوحشية والقمع من إطلاق النار على المحتجين وتخريب للمحلات فاستشهد في تلك الجمعة أكثر من اثنين وثلاثين منهم ثلاثة وعشرون شهيدا في دمشق وريفها. وخرج في العاصمة دمشق عشرات الآلاف إلى الشوارع ولجأ النظام إلى مزيد من القتل، كما دفع بالمعارضة إلى إلغاء مؤتمرها للإنقاذ الوطني الذي كان مقررا في حي القابون في دمشق إنقاذا للأرواح بعد أن قتلت قوات الأمن أربعة عشر محتجا خارج القاعة التي كان من المقرر ان يعقد المؤتمر فيها وهددت صاحبها.
لكن الزعيم المعارض وليد البني أكد أنه ما زال من المقرر أن تعقد شخصيات معارضة ونشطاء بارزون مؤتمرا منفصلا في اسطنبول اليوم.
وشكلت هذه الاحتجاجات تحد صريح للسلطات ، لتبعث رسالة واضحة إلى السلطات أن التظاهرات في تصاعد وليست في افول.
وقتلت الشرطة أربعة أشخاص في درعا مهد الانتفاضة بينما استشهد ثلاثة محتجين في محافظة إدلب. واستشهد اثنان آخران في مدينة حمص. وفي مدينة حماة خرج في ساحة العاصي نصف مليون متظاهر يردد الشعب يريد إسقاط النظام.
وخرج ثلاثمئة وخمسين ألفا متظاهر في دير الزور . ومن مشاهد الإجرام الاسدي إنزال متظاهر كان على مكان مرتفع نسبيا ومن ثم إعدامه رميا بالرصاص من قبل قوات النظام، بالإضافة إلى خطف 3 جرحى كان يتمّ إسعافهم، وكذلك محاولة خطف جثامين الشهداء عند عودتهم من المشافي.. ورغم الإرهاب والقمع الشديدين وتخريب الشبيحة للممتلكات الخاصة، استمر المتظاهرون بالتجمع والتكبير والهتاف بإسقاط النظام، مما أسفر عن سقوط 14 شهيدا و115 جريحا … ولم ينسَ هؤلاء القاتلين الاحتفال بعد انتصارهم الكبير على الشباب العزل.. نظام تجمدت فيه مخافة الله، فأصبح يتلذذ بقتل الشعب فكان من اللافت ، استشهاد طفل يبلغ من العمر 12 عاما في جوبر إثر تعرضه لطلق ناري بالرأس.
واستشهد ثلاثة أشخاص في دوما، وقد بلغ عدد الجرحى في مدينة دوما وحدها أكثر من 70 مصابا، ووصل عدد الشهداء في هذه الجمعة إلى 58شهيدا
إن مقأومة الظلم لا يحددها الإنتماء لدين أو عرق أو مذهب، بل يحددها طبيعة النفس البشرية التي تأبى الأستعباد وتسعى للحرية.
وعلى الصعيد السياسي، أكد الاتحاد الاوروبي عزمه على المضي قدما في سياسة فرض العقوبات على سوريا وأكدت هيلاري كلينتون / وزيرة الخارجية الاميركية: إن سوريا لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه من قبل ، وان الرئيس الأسد فقد شرعيته في نظر شعبه بسبب القمع الوحشي.
لا تقف أبداً موقف المتفرج من الظلم أو الغباء.. القبر سيوفر متسع من الوقت للصمت.
مجلة الحدث_ أماني مطر