انتشرت هواية تربية الطيور بين أفراد المجتمع السوري في كافة المدن على أسطح الأبنية السكنية، هواة لهم عالمهم الخاص، عالم له قوانين و أعراف لا يعلمها أحد سواهم .
“كش الحمام” هو عملية إطلاق الطيور بالجو وسط هدن واتفاقيات سلام على الأغلب مؤقتة بحسب ما يتجدد من أمور، فلكل “حميماتي” حدود لمجموعة الحمام التي يطلقها في السماء اعتاد الحمام عليها ولا يجب على الطيور تجاوزها حتى لا ينقض الهدنة المتفق عليها بين “الكشاشين”.
ينقسم هواة مربي الحمام لفئتين، فئة تربي الحمام للزينة “الزقيقة” وفئة الكشيشة الذين يستخدمون أصوات وحركات محددة في التعامل مع الطيور.
أبو مصطفى أحد كشاشي الحمام من مدينة ادلب يقول، ” عندما أجلب طير غريب عن طيوري علي أن أنتظر صاحبه ليسأل عنه في الحي أو المقهى الخاص بالحميماتية ويستعيده بدفع مبلغ من المال وإلا فالمشاكل بيننا قد تصل للمشاجرات وربما القتل”.
تخضع فراخ الطيور لتدريبات خاصة ومع الزمن يتعرف الطير على صاحبه من خلال تلك الحركات والصفير ولا يتم كش سوى الطيور الذكور أما الإناث فتبقى في أقفاصها ولا يتم إخراجها إلا عندما يريد الكشاش استعادة الطيور من السماء فيرفع يديه و يلوح بالأنثى مناديا “تع تع “، كما يقوم بعضهم بوضع الخلاخل في أقدام الطيور أو رقابهم لتمييزها.
يضيف أبو مصطفى، ” للحمام أنواع كثيرة منها الكشميري الذي ينحدر من أصل بلجيكي و الأسود مسود وبايملي أسود ومرقع أسود و الأرجاني أورفلي وغيرها”.
تتصف طيور الحمام بالذكاء لدرجة أن بعض الطيور إن تم بيعها في دير الزور مثلاً تستطيع العودة حتى ولو أخذت إلى اللاذقية، وقد يصل سعر الطير ل100 دولار أو أكثر من تلك الطيور التي تتصف بالذكاء وتنتمي لسلالة صافية غير مهجنة.
يقول محمد من دير الزور جار لأحد كشاشي الحمام، ” تزعجني أصوات صفيرهم و شجاراتهم المستمرة من أجل فك طير وأحيانا تقع بعض الحجارة أو اﻷجسام الصلبة بالخطأ فوق منزلنا تؤدي ﻷضرار أحيانا”.
بينما يرى بعض الناس الحميماتية أشخاصا سيئي السمعة، يراهم آخرون أنهم أناس طيبون فرضت عليهم ظروف معايشتهم هواية كش الحمام فورثوها وتمسكوا بها.
وقد أصدر تنظيم الدولة في مطلع العام الماضي قرارا يمنع تربية الحمام وتطييرها على أسطحة المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرته في كل من الرقة ودير الزور ومن يخالف القرار يتعرض للجلد أو السجن أو دفع غرامة مالية وتعتبر دير الزور من أكثر المدن التي يزاول الكثير من رجالها هذه المهنة.
ويسود في المجتمع السوري سمعة سيئة عن كشاشي الحمام فلا أحد يقبل تزويجه كونه يعتلي أسطحة المنازل ويكشف عورات الجيران و أسرارهم كما ولا تقبل لهم شهادة في المحاكم باعتبارهم يحلفون الكذب.
وقد حدت الطائرات المحلقة متعددة الجنسيات في سماء سوريا، من تحليق أسراب الطيور وذلك بسبب إلحاق الأذى بها.
المركز الصحفي السوري – سلوى عبد الرحمن