تسببت أزمة الوقود الحادة التي تشهدها العاصمة دمشق، بتوقف حركة النقل العام بنسبة كبيرة في العاصمة دمشق، التي يصفها أبناؤها بأنها استحالت مدينة أشباح نتيجة توقف حركة المواصلات في فترات المساء يومياً، وانعدامها تقريباً في فترة العطلة ألأسبوعية.
وذكر مواطنون لتلفزيون سوريا من الريف الغربي للعاصمة دمشق، أنهم يفضلون عدم الذهاب للعاصمة وتكبد خسائر مالية كبيرة، ويقول أحمد لموقع تلفزيون سوريا في هذا الصدد: “إذا ذهبت إلى الشام لا تضمن ساعة عودتك فربما لا تجد مواصلات تقلك إلى بيتك وهذا سيؤدي إلى استغلالك من قبل سائقي التكسي الذين يطلبون مبالغ كبيرة. فأنا أسكن في جديدة عرطوز التي تبعد عن دمشق 15 كم ويطلب التكسي 10 آلاف ليرة”.
محمد سائق سرفيس على خط كفرسوسة يقول لموقع تلفزيون سوريا: “أنا لا أستطيع العمل إلا لفترة ما قبل الظهر لأنني يجب أن أبحث عن البنزين إما بالوقوف ليوم وأكثر في الكازية أو البحث عنه لدى تجار السوق”.
أحد موظفي القطاع العام يعمل فترة بعد الظهر في بيع الألبسة في أحد شوارع العاصمة يقول “منذ الأسبوع الماضي تبدو أيام الخميس والجمعة والسبت كعطلة العيد.. لا بيع ولا شراء.. فحركة الناس قليلة وأنا كذلك أوفر أجور التنقلات، فدمشق فارغة نصف الأسبوع ومزدحمة حتى انتهاء الدوام الرسمي في بقية الأيام”.
اقرا أيضاً: دمشق.. إطلاق نار في كازية “مزة جبل” ورشاوى لتعبئة البنزين
وأما حول الأسعار المرتفعة للنقل فيقول جابر سائق تكسي: “نحن نضطر لشراء البنزين من السوق السوداء و(البيدون 20 لتر) بـ 40 ألفا ماذا تتوقع أن أطلب من الراكب؟ هذا وضعنا في أزمة نحن والركاب”.
كثر من سكان الريف ممن يمكن تأجيل مصالحهم وكذلك سكان المحافظات الأخرى، أرجؤوا أعمالهم حتى نهاية الأزمة الخانقة التي وعد النظام بحلها مع بداية شهر تشرين الأول، فيما آخرون يعتقدون أن الأزمة ستستمر وكذلك ما نتج عنها.
يقول مضر وهو اسم حركي لأحد الباحثين الاقتصاديين في سوريا، لموقع تلفزيون سوريا، “أزمة النقل ربما يتم حلحلة جزء منها بالقرارات الأخيرة، كعدم تعبئة البنزين للسيارات الخاصة كل سبعة أيام، والإبقاء على مرة تعبئة واحدة لسيارات النقل العام. ولكن ذلك سيكون خطة أولى في قرار لرفع الدعم النهائي عن المحروقات، أي أن الناس ستدخل في أزمة أخرى، وأما أزمة الوقود فستبقى لفترة طويلة مع تداعياتها كارتفاع تعرفة النقل وأزمة الخبز”.
وتشهد معظم المحافظات السورية أزمة في توفر مادة البنزين دون أي توضيح رسمي، في ظل تذمر من قبل السوريين وشبكات الأخبار المؤيدة في محافظات حلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس، حيث تم وصف الأزمة بـ “الخانقة”، متسائلين عن سبب التعتيم حول السبب، وإن كانت الغاية خلق مشكلة لرفع السعر لاحقاً كما جرت العادة.
نقلا عن تلفزيون سوريا