كثيراًما نسمع قصص أشخاصٍ كانوا ضحايا ابتزازٍ دون ذنبٍ منهم.. لكن ديمة تعترف بغلطتها قائلة “في فترة مراهقتي كنت طائشةً إلى حدٍّ كبير، فقد كانت مرحلة انتقالٍ من الطفولة إلى المراهقة، مرحلةٌ جديدةٌ، وغريبة لأستكشف ما خفي :
“اشتريت جوالاً دون علم أهلي، وساعدتني صديقتي بتنصيب بعض البرامج مثل الواتس أب والفيس بوك، فلم يكن لوالدي الوقت لسؤالي عن حالي أو اهتمامهم لأمري، وكان ذلك دافعاً لي”.
تكمل ديمة قصتها :
“وفي أحد الأيام عند عودتي من المدرسة الإعدادية تعرفت على شابٍ يكبرني سناً، وبدأت أتعلق به، أعجبت باهتمامه بي، وإلحاحه في ملاحقتي، فقام برمي ورقة كتب عليها رقم هاتفه، أخذت الورقة، وكلّي فرح ولهفة، ذهبت بها إلى صديقتي، لأروي لها ما حدث وآخذ بنصيحتها حيث كان ردها
“هيّا اتصلي ماذا تنتظرين أيتها البلهاء ” وبالفعل طلبت الرقم وبدأنا نتحدّث باستمرارٍ، حتى وصل به الحال لطلب صوري، تردّدت قليلاً، ثم أرسلت صوراً محتشمة، أعجبت بمديحه، فأرسلت له صوراً كثيرة، وبعد عدة أيام كان طلبه “أريدك اليوم أن تأتي منزلي” فأجبته بالرفض القاطع، وليس لي مرشد لأفعالي سوى تلك الصديقة التي تدفعني للذهاب قائلة “عادي وين المشكلة”.
حاولت الانسحاب وحظر أرقامه لكنه أرسل تهديدا بإطلاع أهلي على محادثاتي وصوري إن لم أذهب.
شعرت برعب شديد ولم أستطع النوم لليالٍ، فها قد وصلت مرحلة الضياع “يا إلهي نجني من الشر” ألححت بالدعاء وقطعت وعداً على نفسي ألا أكررها، وفجأة شعرت بشجاعةٍ عارمة، فقفزت من سريري، وأيقظت أمي لأروي لها الحكاية منذ بدايتها.
تحدثت أمي مع ذاك الفتى، وأقنعته بحذف صوري لكوني صغيرة السن، وبعمرٍ طائش، وأنهت الموضوع، ومنذ ذلك اليوم أصبحت أكثر قوةٍ ووعي، فابتعدت عن صديقات السوء، وتقربت من والدتي التي كرَّست وقتاً لتهتم بي أكثر، وبقيت تلك القصة درساً لي، وعبرة طوال عمري.
سهير إسماعيل