لمّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس إلى أن حكومته قد تفرج عن قس أميركي محتجز إذا سلّمت الولايات المتحدة رجل الدين فتح الله غولن، الذي يعيش في بنسلفانيا وتتهمه أنقرة بالمسؤولية عن محاولة انقلاب عسكري العام الماضي.
وبدا أردوغان في كلمة أمام أفراد الشرطة بالقصر الرئاسي في أنقرة يربط بين مصير الرجلين. وقال “يقولون أعيدوا القس لنا.. لديكم رجل دين أنتم أيضا. سلّموه (غولن) لنا. ومن ثم سنحاكمه (برونسون) وسنعيده لكم”.
وأضاف أن القس “لدينا يخضع للمحاكمة. رجل الدين لديكم لا يخضع لمحاكمة. إنه يعيش في بنسلفانيا. وبوسعكم أن تسلّموه بسهولة وعلى الفور”.
ومنح مرسوم صدر في أغسطس الماضي، الرئيس التركي سلطة الموافقة على مبادلة أجانب محتجزين أو مدانين في تركيا بأتراك محتجزين في دول أخرى “في حالات يفرضها الأمن القومي أو المصالح القومية”.
وتحتجز السلطات التركية برونسون منذ أكتوبر الماضي. وتقول وسائل إعلام محلية إن التهم ضده تتضمن الانتماء لشبكة غولن، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وتؤكد الولايات المتحدة إن برونسون سجن دون وجه حق ودعت إلى إطلاق سراحه في الأشهر الماضية، لكن تركيا رفضت الطلب ولا يبدو أنها ستوافق على ذلك، وفق المراقبين.
وتسعى أنقرة إلى إقناع واشنطن بتسليم غولن وهو حليف سابق لأردوغان يُلقى على أنصاره مسؤولية محاولة الإطاحة بحكومة الرئيس التركي في يوليو العام الماضي. وينفي غولن أيّ دور له في محاولة الانقلاب التي قتل فيها 250 شخصا.
واعتقل الآلاف من الأشخاص في حملة أعقبت محاولة الانقلاب بينهم القس الأميركي برونسون، الذي كان يدير كنيسة صغيرة في إزمير على الساحل الغربي لتركيا.
وتمرّ العلاقات بين البلدين بتوتر بسبب الخلافات في العديد من القضايا الجيواستراتيجية التي لها علاقة بمنطقة الشرق الأوسط.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون إن الضبابية تخيّم على مستقبل العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
والتقى أردوغان بنظيره الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكن لم تشر تقارير إلى أنهما تحدثا بشأن تسليم غولن.
العرب