في بلدٍ عايشَ الحربَ ومعاناته لأكثر من عشر سنوات حتى بات معظمُ سكانه مهجّرونَ ومشتّتونَ في مخيمات النزوح قرب الشريط الحدودي مع تركيا يجدُ أصحابُ المواهبِ خاصةً الأدبية منها ككاتبي الرواياتِ والقصص والشعرِ صعوبةً في إبراز مواهبهم مع قلة الفعاليات الثقافية المقامة في المنطقة.
“محمد الموسى” أحد طلابِ كلية الصيدلة في جامعة إدلب ممن تهجروا من ريف إدلب الجنوبي إلى الشمال السوري وعايش الحرب الدائرة في سوريا منذ بداياتها، وشبَّ على أهوالها لتتفتق تزامناً مع تلك الأهوال في داخله مواهب إبداعية فريدة في الكتابة الأدبية.
تغلب على كتابات محمد القصصية والروائية حكايا الحرب التي عايشها وقصص النّزوح التي مرّت على محافظة إدلب خلال السنوات الفائتة، ورسّخ تلك الكتابات لتكون صوتاً ينقل معاناة النازحين والمشرّدين في الشمال السوري، ويخلّد فيها قصص الشهداء وتضحياتهم والأرامل واليتامى ومآسيهم.
ما هي الصعوبات التي يواجهها الكُتاب في الشمال السوري؟
يجدُ محمد الموسى والكثيرون ممن يملكون المواهب الأدبية صعوباتٍ تعيقهم في الاستمرار وإيصال صوتهم للعالمية، ويطمحون في أن يجدوا الرعاية اللازمة التي تمكنهم من صقل وتقديم مواهبهم بالشكل الأمثل بشكل يتيح لهم الفرصة للمشاركة في الفعاليات الثقافية المحلية والدولية.
يتحدث محمد عن الصعوبات التي يلاقيها قائلاً “لعلَ من أبرز العثرات التي تعيق دربنا نحن الكتاب في الشمال السوري هي عدم وجود دورٍ للنشر تمكننا من طباعة القصص والروايات التي نكتبها، وإن وجدت تلك الدور فهي في دول الجوار وتكلفة الطباعة فيها مرتفعة، وعلى صعيد آخر يفتقر الشمال السوري للفعاليات الأدبية على صعيد المراكز الثقافية أو ضمن الحرم الجامعي”
مديرية الثقافة في إدلب.. جهودٌ مستمرة للنهوض الثقافي ودعم المبدعين
من جهته أكّد مدير مديرية الثقافة في محافظة إدلب “عادل الحديدي” في تصريحٍ للمركز الصحفي السوري، أنّ جهود المديرية مستمرةٌ منذ أشهر في سبيل النهضة الثقافية في المحافظة ودعم المبدعين في كافة المجالات الثقافية كالكتابة الأدبية في شقي الشعر والقصص بالإضافة للخط العربي و المسرح والرسم.
يضيف الأستاذ عادل أن المديرية تسعى لإقامة العديد من النشاطات الثقافية في محافظة إدلب، سيعلن عنها لاحقاً مثل “مهرجان الثورة السورية” الذي ستقام به نشاطات ثقافية وفنية متعددة إحياءً لذكرى الثورة السورية في آذار/مارس المقبل، بالإضافة لأمسيات شعرية تقام دورياً في كليات جامعة إدلب بمشاركة شعراء من المحافظة وحضور طلابي واسع، كما تشرف المديرية على عدد من المسابقات الأدبية، كان آخرها مسابقةٌ في فن القصة والتي شهدت مشاركة عدد كبير من الكتاب.
يذكرُ أن بعض الجمعيات والمنظمات في الشمال السوري تبذل جهوداً لكن البعض يعتبرها خجولةً نوعاً ما وتقتصر في معظم الأحيان على الفئة الطلابية في إقامة مسابقات لدعم الكتاب سواءً كتاب القصة أو الشعر، آخرها مسابقة أعلنت عنها جمعية “غراس للعمل الجامعي” تحت عنوان شاعر الجامعة.
بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع