تعلّق طفلاً على يمينها وعلى كتفها الآخر تعلق كيسا مملوءًا بالجوارب، تعرض الدفء على زبائنها لتسدّ طاقة الريح في منزلها وتستريح.
العائلة
امرأة في روح زوجها بعدما قتلته براميل الأسد، تربي طفلة مقعدة في التاسعة من عمرها وطفل بترت ذراعه قذيفة تحمل في طياتها رعب الحسرة والحرمان، تعيش في خيمة من خيام مخيم الساروت شمال مدينة إعزاز.
الإعاقات الثلاثة
تقول أم باسل “ثلاثة أطفال الكبير بترت ساقه قذيفة من مطار أبو الظهور العسكري قبل أن ننزح، الثانية ولدت عاجزة، الثالث فقد عينه يوم ببرميل قتل أباه، حمدت الله وعشت في منزلي كنا نملك في قريتنا أراضي نزرعها تقينا شرّ السؤال وعرض البضائع”.
النزوح
أبو محمد جارها أكمل أنه لم يستطع أن يترك جيرانه ويهرب من قريته يوم اجتاحتها جيوش الاسد والميلشيات الطائفية، فحملتهم مع عائلتي وقصدنا المخيم.
العمل
في المخيم كل الناس يساعدونني ولكنهم كلهم مثلنا محتاجون وفقراء لا بد من عمل شريف أعيل هؤلاء الطيور الصغار
الاغاثة تأتي مرة أو مرتين في السنة لا تسمن ولا تدفئ في الشتاء فلا بد أن أخرج وابحث عن عمل
أعمل في الصيف مع ورشات الحصاد بعشرين ليرة في اليوم وفي كل شتاء أخرج أجول في الشوارع أبيع الجوارب وكله توفيق من الله يوم أبيع وأربح ويوم لا
الكسوة والدفء وشتاء الكبريت
تضحك وتقول أنا أبيع الجوارب وأمشي شبه حافية، الدفء الذي أمنحه لأقدام الناس اشتري بثمنه الخبز، أجهز مدفأة كل شتاء في الخيمة أحيانا تشتعل ببقايا أكياس نايلون وكرتون نجمعها مما يفلته الهواء على أطراف المخيم والطرقات وكثير من الأحيان أفكر أن أشعل ما لدي من بضائع لأمنح الدفء لأبنائي.
ويوقفني عن هذا أنني مطالبة بتسديد ثمنها للبائع الذي وثق بي وأعاطني إياها لأبيعها وأعيش.
كثرت التقارير التي تتحدث عن الفقر في شمال سوريا وعلت صيحات النداءات والاستغاثات من المنسقين والمنظمات وما زال حلم الناس رغيف عيش ودفء أطفالهم هؤلاء الناس الذين كانوا معززين في بيوتهم إلا أن ذنبهم طالبوا بحريتهم من رئيس قتلهم وشردهم أمام نظر المجتمعات المدنية والحضرية التي تدعي الإنسانية في تقاريرها.