تضاربت الأنباء حول سبب تأجيل مغادرة أبناء حي الوعر الحمصي إلى الشمال السوري، بحسب الجهة التي قدمت الخبر.
بينما أعلن النظام السوري تأجيل عمليات إجلاء مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من حي الوعر في مدينة حمص إلى يوم غد الثلاثاء، إذ ذكرت مواقع وصفحات موالية أن قوات النظام أعلنت أن هذا التأجيل جاء لأسباب تقنية، من أبرزها تحديد نقطة وصول مقاتلي المعارضة إلى المنطقة التي يريدون الوصول إليها في إدلب الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة عدة.
فيما أعلنت الأمم المتحدة أن القوات الروسية المتواجدة في مطار حميميم العسكري الموجود في ريف مدينة اللاذقية طلبت منها تأجيل الخروج، وعلّلت بعد تواصلها معه، أن طريق خروج الدفعة إلى مدنية إدلب غير آمن، وذلك بسبب القصف.
إضافة للسببين السابقين سربت بعض الأنباء أن سبب منع الخروج كان نتيجة الضغط الكبير الذي تعرضت له الأمم المتحدة بعد بيان الفصائل العسكرية والائتلاف الوطني أمس الأحد حيث أكدت “استيفياني” مسؤولة المكتب السياسي لدي ميستورا (المبعوث الأممي في سورية) أن فريقها لن يشارك في أي عملية تهجير قسري تستغل ظروف الحصار المفروض على المدنيين في المناطق المحاصرة في عموم سورية.
فيما نقل ناشطون محليون رواية أخرى تختلف عما تم تداوله حول السبب وراء تأخر إخراج دفعة جديدة من أهالي حي الوعر في مدينة حمص ومقاتليه، وبعيد كثيراً عن السبب الذي أعلنته الأمم المتحدة.
فحسب الناشطين إن خلافاً بين الميليشيات الشيعية وميليشيات طائفية علوية تابعة لقوات النظام، اختلفت حول مصير أهالي الحي، فالاتفاق الذي يتم تنفيذه بناءً على وساطة إيرانية، ويتضمن بنداً بفتح مكتب لمندوب إيراني دائم في الحي، شهد خلافاً على التركيبة السكانية للحي.
فأصرت “الميليشيات الشيعية” على خيار ترحيل جميع أهالي حي الوعر بمدينة حمص وجلب سكان جدد من أبناء الطائفة الشيعية إلى الحي، هذا ما رفضته “عناصر النظام العلوية”، فقاموا بإغلاق الحواجز أمام الفرق التابعة للأمم المتحدة، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول القضية.
فيما أفاد مراسل “سمارت”، اليوم الإثنين، برفض المدنيين الخروج من حي الوعر المحاصر إلا بضمانات أممية، بعد رفض الأمم المتحدة المشاركة في إخراج 200 مقاتل مع عائلاتهم من الحي، ما يرفع من احتمال مصداقية رفض مشاركة الأمم المتحدة إجلاء أهالي الوعر قسرا كما بينا أعلاه.
لهذا فإن قوات النظام تحاول الضغط على لجنة التفاوض وإقناعها أن تكون عملية الإجلاء دون الأمم المتحدة، مبيّناً أنه تم تأجيل خروج الدفعة، دون تحديد الوقت أو التاريخ، مع استمرار الاتفاق في الحي الذي يقضي بفتح الطرقات والسماح بدخول المواد الغذائية.
وكان من المقرر أن يخرج اليوم 250 إلى 300 مقاتل من قوات المعارضة مع أسرهم، من الحي المحاصر باتجاه إدلب، وأغلب المقاتلين من المصابين، الذين لا يمكن علاج إصاباتهم في الحي، وتحتاج إلى مشافي أفضل.
فقد قال مراسل شبكة شام الإخبارية إن الأشخاص الذين كان من المقرر أن يهجروا من الحي تجمعوا منذ الساعة السادسة صباحاً بانتظار اتمام العملية، وبالفعل دخلت حافلتان فقط، ولكنهما عادتا دون أي راكب.
المركز الصحفي السوري- وكالات ومواقع