دخلت قوات الأمن الداخلي السورية صباح اليوم (4 أيار/مايو 2025) قرية الصورة الكبرى بريف محافظة السويداء، بالتزامن مع إخلاء مواقع الأمن العام في البلدة.
يأتي هذا التحرك تنفيذاً لبنود “الاتفاق الشامل” الذي جرى التوصل إليه بين الحكومة السورية ووجهاء المحافظة في 11 آذار/مارس الماضي، برعاية الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، ويهدف إلى دمج السويداء بشكل كامل ضمن مؤسسات الدولة.
ووفقاً للاتفاق، الذي يُنظر إليه كـ”نموذج تعاوني” بين دمشق والمجتمع المحلي، سيتم إلحاق الأجهزة الأمنية في المحافظة بوزارة الداخلية، مع تعيين عناصر شرطة محلية من أبناء السويداء، بينما يحق للحكومة تعيين محافظ وقائد للشرطة دون اشتراط أن يكونا من أبناء المنطقة.
كما تضمنت الوثيقة تفعيل “الضابطة العدلية” وإدارة الملف الأمني تحت إشراف وزارة الداخلية، وإدماج الفصائل المسلحة المحلية ضمن هياكل وزارة الدفاع، إلى جانب صرف الرواتب المتأخرة وإصلاح المؤسسات الخدمية.
ومن البنود الرمزية البارزة في الاتفاق تحويل مبنى “حزب البعث” السابق في السويداء إلى مقر رئيسي للجامعة، في خطوة تُعزز البعد التنموي للمبادرة.
وأكد مراقبون أنّ دخول قوات الشرطة اليوم يُرسل رسالةً واضحة بجدية الحكومة في تنفيذ التزاماتها، كما يعكس تجاوباً لافتاً من الزعماء المحليين والفصائل مع مساعي دمشق لتعزيز الاستقرار.
تُعتبر هذه التطورات بدايةً لمرحلة جديدة في السويداء، يُطمح فيها إلى إعادة بناء الثقة بين الحكومة المركزية والمجتمع، و تبقى التحديات قائمة في مراحل التنفيذ اللاحقة، خاصةً فيما يتعلق بضمان عدالة توزيع الخدمات.
وعقب ذلك تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي أخبارًا عن انسحاب قوات الأمن العام من المدينة و إنزال العلم السوري من مدخلها بالإضافة إلى أنباء متضاربة عن إحراق أحد المقامات من قبل مجهولين.