تداول ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء 16 شباط/فبراير، إصابة قاضي محكمة أمن الدولة السابق في حكومة النظام “فايز النوري” بالشلل النصفي، رافقه تعليقات فرح وسرور من السوريين.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
عمل النوري قاضياً لمحكمة أمن الدّولة في عهد رأس النّظام السابق “حافظ” في الثمانينيات. عرف بأحكامه السريعة والظالمة, ووصف بأنه لا يعرف الرحمة في تعامله مع أبناء جلدته وشباب محافظته بالتحديد.
لقبه السوريون بــ”قاضي النار” ووصفوه بــ “قرقوش أمن الدولة”، ومن أبناء محافظته “دير الزور” من ابتعد أكثر من ذلك ليصفوه بــ “ابن لبوبة” نسبة لأمه “لبيبة العلاوي”، ما جعله يحقد على أبناء محافظته أضعافاً مضاعفة.
من هو النوري؟
عُيّن النوري أمين شعبة في حزب البعث في السبعينيات من قبل شقيق رأس النّظام آنذاك “رفعت الأسد”، ليصبح بعدها أمين فرع الحزب في الدير وانتقل بعدها إلى العاصمة دمشق ليكون في محكمة أمن الدولة بعد أن حصل على شهادة الحقوق دون أن يذهب إلى الجامعة أو يحضر محاضراتها.
عُرف النوري بأحكامه العرفية الظالمة للمحكومين دون أن يستمع إلى أقوالهم ودون الاطّلاع على أيّ من ملفاتهم ليكون حكمه بمثابة “نكتة” يطلقها ليضحك هو ومرافقوه، ويبكي المحكومين، وينهي الفايز جلسة المحاكمة بكلمة طغت عليها لهجته الديرية “انقلع”.
النوري القاضي
حكم النوري بالسجن لسنوات طوال على آلاف المعتقلين السياسيين وغيرهم، فقد حكم على 660 معتقلاً في جلسة حكم واحدة عام 1992.
حكم أيضاً مئات أحكام الإعدام بحقّ شباب أبرياء في سبيل ترسيخ حزب البعث أصلاً ليرسّخ بذلك سطوته وجبروته كقبضة حديدية يضرب بها نظام البعث من يناهضه أو يفكّر برفض أفكاره.
لم يكن النوري بتلك النزاهة التي تمنعه من تلقي الرشاوى مقابل تخفيف بعض الأحكام لمتهمين هم بالأصل أبرياء, فيقول “نضال هارون” أحد من حكم فيه النوري: “حكمني النوري إعدام عام 1994 وخفف الحكم بعدها إلى 15 سنة مع الأشغال الشاقة، وتجريدي من الحقوق المدنية والعسكرية بعد رشوة قدرها مليون ونصف المليون ليرة سورية آنذاك, وهدايا آخرى”.
تقول إحدى المعتقلات اللواتي حقّق النوري معهنّ أيضاً: “والله فرحتي مااعطيها لحدا بس شفت صورتك ياابن لبوبة ماانسى شلون تحقق معي بمحكمة آمن الدولة ويومها قلتلك يا جلب (جودت المدلجي) والدي رحمه الله لم يسرق ولم يزني ولم يسرق كما فعل غيره فأجلت محاكمتي ودعيت عليك وعلى كل من يدافع عنك اليوم فرحانه بشوفت صورتك البشعة”.
أقفلت محكمة الدّولة أبوابها عام 2011 عقب اندلاع الثورة السورية في محاولة من رأس النّظام لتخفيف الحقن الشعبي وإجراء ما يسميها إصلاحات في ملفات انتهاكات تلك المحكمة بالتزامن مع رفع حالة الطوارئ، ويحال النوري رسمياً إلى التقاعد بعد قرابة ثلاثة عقود من العمل القضائي.
على خطى والده, أسّس حافظ النوري الملقب بأبي يعرب فصيلاً مرتبطاً بالأمن العسكري, ساهم في إعادة فرض النّظام سيطرته على دير الزور عام 2017 ويشارك في عمليات إعادة الإعمار من خلال شركات تابعة له في المنطقة.
قتل النّوري وشرد آلاف الأبرياء في سبيل النّظام وحزبه الذي استفحل كالمرض العضال في البلاد حتّى دمّرها, فهل ستخفف سطوته من آلام المرض العضال الذي أصابه ليفرح بذلك مئات الآلاف من السوريين !!
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع