من خلال هجوم النظام والميليشيات التابعة له على درعا ومنطقة اللجاة في 18 حزيران الماضي وتهجير نحو 270 ألف نسمة من بيوتهم باتجاه الجولان والحدود الأردنية اتضحت صورة لدى أهل درعا خاصة وسوريا والعالم عامة أن إسرائيل أعطت مجالا سياسيا وعسكريا للنظام في السيطرة على درعا .
وفي الأسبوع الحالي وصلت قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي كانت إسرائيل تهدد بعدم اقترابها من الجولان إلى مناطق تماس مع الجولان بطول 30 كيلو مترا محاذيا لها ولنقاطها الحدودية واستعملت قوات النظام مدفعيتها وقنابل النابالم أمام أعين إسرائيل وقواتها وأماكن القصف لأبعد عن إسرائيل سوى بضع من مئات الأمتار، فضلا عن ذلك استخدمت الطيران الذي كان له حساب آخر .
شنت الطائرات الحربية الروسية التي تنطلق من مطار حميميم في اللاذقية مئات الغارات الجوية على القرى والبلدات القريبة جدا من الجولان وفي زاوية حدودية وعلى مثلث بين سوريا والأردن وفلسطين وأبعد نقطة في الجنوب الغربي لحوض اليرموك قصفتها الطائرات الروسية بعدة غارات ووفق الخبراء العسكريون لا يمكن للطائرة أن تقصف تلك النقاط إلا وأن تدخل ضمن الأجواء الإسرائيلية والأردنية ولم ترد إسرائيل عليها رغم خرقها لأجوائها عدة مرات، فيما حاول الطيار عمران مرعي التابع للنظام قصف المدنيين في حوض اليرموك ظنا منه أن إسرائيل تبقى صديقة للنظام طوال الأيام والسنين لتبدأ دفاعاتها الجوية باستهدافها وتسقطها في حوض اليرموك .
النظام كعادته يوجه بنادقه إلى الثوار ولا يرد على إسرائيل وهو يعلم أن الثوار ليس لهم أي علاقة باسقاط الطائرة على مبدأ أقتل الضعيف يخاف القوي….لكن هذه المقولة لايفهمها الإسرائيليون ولا يستسلم فيها السوريون فالرد يكون على الفاعل وليس على جاره المهجر .
كثر القتلى جدا في محافظة طرطوس ويكاد الخزان البشري الذي ينضح منه النظام ويسكب دمائهم في درعا ودير الزور وحلب وحماة والقنيطرة وحتى إسرائيل أخذت نصيبها عبر عدة ضربات جوية استهدفت مقار للنظام في كافة المحافظات السورية ولو كان الطيار يعلم علم اليقين أن نهايته ستكون بهذه الطلعة الجوية لن يذهب أو ربما يقصف في مكان خال بعيد عن إسرائيل لكن النظام يعلم أن إسرائيل سترد على اسقاط طائرتها في 24 ايار الماضي… فكان الضحية عمران .
الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي اعلن أن إسرائيل أسقطت الطائرة لمجرد أنها دخلت 2 كيلو متر في مجالها الجوي بينما الطائرات الروسية طالما اخترقت أجواء الأردن وإسرائيل لتقتل المدنيين في حوض اليرموك أقصى الجنوب الغربي يتساءل البعض لماذا حرام على النظام وحلال على روسيا والهدف واحد وهو قتل المعارضين للنظام، فعمران لم يذهب بمهمة لقصف تل أبيب أو مفاعل ديمونة بل ذهب ليقصف تسيل وعدوان وحوض اليرموك .
المركز الصحفي السوري