“عندما يكون الانفصال أفضل من الحياة الزوجية سأختار الانفصال،
وعندما تجبرني الأيام على تحمل واستيعاب أشياء أكبر وأقسى من أن أحملها لن أتردد في أن أكنى مطلقة وأجلس في بيت أهلي،
أنا من أعيش حياتي وأقاسي شتى أنواع العذاب وليس المجتمع”
تخرج لميس من منزلها خاوية الوفاض، ينتظرها شقيقها أحمد على الباب ليأخذها للعيش معهم في منزل ذويها،
المنزل الذي لن يخذلها بحسب تعبيرها، ولم تأخذ ذلك القرار حتى ضاقت ذرعاً وتنازلت عن الكثير.
فنقول “خرجت من بيتي بلباس الصلاة المنزلي،
لم يقبل طليقي بالطلاق حتى تنازلت عن كل شيء من لباس وذهب وهاتفي المحمول،
وحتى حقوقي من المهر المعجل والمؤجل وأخيراً طفلين اثنين حرمني من حضانتهما”
حاولت لميس جاهدةً أن تتمسك بشيء من حقوقها لكن دون جدوى،
وتقول وعليها ملامح الحزن والتعب “آخر أيامي مع طليقي كانت كالسم، الغضب والشحناء لا تفارق أجواء المنزل،
وكنت أتعرض للضرب على الصغيرة والكبيرة ولم يدع كرامة لأيامنا التي عشناها سوياً، وكان كل شيء مختلف عن السابق”
الضرب والتعذيب النفسي قبل الجسدي دفع لميس للتنازل عن كل شيء للخلاص بنفسها ونيل حريتها كما تقول،
متنازلةً عن الأولاد الذين هم كل حياتها، لكن حياتها لم تعد تحتمل المجاملة والسكوت.
تقول لميس “ليست المرة الأولى التي تنشب خلافات ومشاكل بيني وبين طليقي،
قبل سنتين جرت مشاكل عدة وتطلقت وجلست في بيت أهلي مايقارب أربعة أشهر،
كنت أريد أن أُطَلق نهائياً لكن لم يحالفني الحظ وعدت إليه ومعي طفل،
واليوم عدت إلى منزل أهلي تاركةً طفلين اثنين عند أهل طليقي،
كان يتوجب عليّ ألا أعود منذ تلك المرة لكن جُبرت على العودة”
لا شيء يضمن حقوق لميس على زوجها بحجة أنها من تنازلت عن حقوقها وطلبت الطلاق من زوجها،
لكن أسباب طلبها لم ينظر لها طليقها ولا من أحضرهم لحل المشكلة وفض النزاع بين الطرفين،
وبعدما أشبعها ضرباً وإهانات قال “هي من طلبت الطلاق وتنازلت وليس لها عندي حقوق”.
واليوم لميس التي تعيش في إدلب مع عائلتها تحاول تكوين نفسها من جديد،
وأن تخرج من الأزمات كلها شيئاً فشيئاً وتضيف “تركت دراستي لأجل الزواج وتكوين أسرة وإنجاب أطفال، لكن اليوم لم أعد أريد شيئا، أريد راحة بالي فحسب”
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع