أظهرت عمليات نفذتها الولايات المتحدة الأميركية، خلال السنوات الماضية في مواقع مختلفة حول العالم، اعتماداً متصاعداً على استخدام الطائرات المسيرة من دون طيار «الدرون» في قتل عناصر بارزة من قيادات تنظيمات تصنفها سلطات واشنطن «إرهابية»… ومن اليمن إلى أفغانستان مروراً بالعراق، تنوعت شخصيات المستهدفين بالهجمات لكن طريقة التنفيذ بدت متشابهة.
ولعل أحد أحدث وأبرز المستهدفين بهجمات الدرون، كان قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والذي أعلنت واشنطن قتله في بغداد، مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد أن استهدفت «طائرة درون» السيارة التي تقل العسكري الإيراني البارز وآخرين.
ورغم أن السلطات الأميركية تتكتم على إعلان تفاصيل كثيرة بشأن مقتل نجل أسامة بن لادن قائد ومؤسس تنظيم «القاعدة»، حمزة بن لادن، فإنه يعتقد على نحو واسع أنه قُتل في هجوم بطائرة مسيرة هو الآخر، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تصفيته (حمزة)، في سبتمبر (أيلول الماضي) في عملية بين أفغانستان وباكستان.
ولعل أسامة بن لادن كان من بين أبرز من حذر أتباعه من هجمات الدرون ومراقبتها، وقال مؤسس «القاعدة» في وثائقه ورسائله الخاصة من «أبوت آباد» التي نشرتها «الشرق الأوسط» بعد مقتله عام 2011، إنه يتعين عليهم «عدم مغادرة المنزل إلا في يوم غائم»، في محاولة لتجنب الرصد أو الاستهداف.
وفي اليمن، كان أنور العولقي، القيادي البارز في فرع «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، هدفاً مبكراً لغارات الطائرات من دون طيار، إذ طالته إحداها (تابعة للمخابرات الأميركية) في عام 2011، وأسفرت عن مقتله قرب صنعاء.
ولمرة ثانية كان اليمن مسرحاً لعملية اغتيال قيادي في «القاعدة»، وأقر التنظيم في عام 2013 بمقتل سعيد الشهري، والذي أفرجت عنه السلطات الأميركية من معسكر غوانتانامو بكوبا، وأصبح الرجل الثاني في التنظيم، وأفاد التنظيم بأن «الشهري قتل في غارة أميركية بطائرات دون طيار في اليمن»، ولم يذكر متى وقعت الغارة.
أما ناصر الوحيشي نائب زعيم «القاعدة» فقد قتل أيضاً في قصف أميركي جنوب شرقي اليمن، عام 2015، ونقلت «رويترز» حينها عن سكان في مدينة المكلا، أن «طائرة من دون طيار فيما يبدو شنت الغارة».
واستغرق الأمر نحو عامين، من الإدارة الأميركية لتؤكد مقتل القيادي البارز، إبراهيم العسيري، والذي ينسب له المسؤولية عن صناعة قنابل التنظيم ودور واسع في إدارة ملف المتفجرات.
وعلى لسان الرئيس ترمب، جاء الاحتفاء الأميركي بمقتل العسيري في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، رغم أن تقارير عدة تحدثت عن تصفيته في هجمة بالدرون عام 2017. وقال البيت الأبيض بموازاة إعلان الرئيس، العام الماضي، إن «هذا هو أول تأكيد أن إبراهيم العسيري قتل قبل عامين في عملية أميركية مضادة للإرهاب في اليمن».
كما نعى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» في عام 2016 القيادي بصفوفه، جلال بلعيدي والذي لقي حتفه في ضربة، بمحافظة أبين الساحلية اليمنية، وقال سكان في المنطقة حينها إن «طائرة أميركية من دون طيار» نفذت العملية.
نقلا عن الشرق الأوسط