في بداية مارس 2013 مثل هذا اليوم حررت كتائب الثوار مدينة الرقة شرقي سوريا من النظام السوري، لتكون بذلك أول محافظة تخرج عن سيطرة النظام وتحكمها الفصائل الثورية، وامتدت بعدها عمليات تحرير مناطق أخرى متفرقة من سوريا.
أما في منتصف مارس 2011 بدأت الاحتجاجات على النظام السوري في درعا بعد أن اعتقلت أجهزة الأمن السورية 16 من أطفالها الذين كتبوا على جدران مدارسهم عبارات مناهضة لنظام الأسد تلاها سخط شعبي كبير ضمن المنطقة، ثم توسعت حلقة الاحتجاجات لترتسم عليها ملامح المظاهرات الشعبية السلمية بأكثر من منطقة في درعا ودمشق، وفي في يوم الجمعة 18 مارس من ذات العام بلغت حركة الاحتجاجات وفقَ ناشطي المعارضة مدن درعا (من المسجد العمري) ودمشق (من الجامع الأموي) وحمص (من جامع خالد بن الوليد)وبانياس (من مسجد الرحمن) وقوبل بعضها بالرصاص الحي.
وفي 25 مارس 2011 خرجت الاحتجاجات من رقعتها الضيقة في محافظة درعا وانتشرت في أنحاء سوريا لتشمل العديد من المدن والبلدات المختلفة تحتَ شعار «جمعة العزة»، ومنها درعا والصنمين وداعل والشيخ مسكين ودمشق في كفرسوسة وسوق الحميدية، وحمص وحماة وبانياس واللاذقية، وحطم المتظاهرون يومها في درعا صنم حافظ الأسد الأب لأول مرة.
لكن أكبر فرحة للنظام ضجت بها سوريا عامة عندما استطاع اقتحام مدينة إدلب وبسط سيطرته عليها بشكل كامل عبر زحف آلاف الجنود مع عتادهم العسكري التام في 10 مارس 2012 بعد تصريحات وسائل إعلامها أنها أكبر معقل للإرهاب وتم داخلها تشكيل خلايا مسلحة ترهب سكانها، ما لبست فرحته بالاستمرار ليعود شهر مارس في نهايته من عام 2015 كأكبر خسارة يتلاقها النظام عندما حرر جيش الفتح مدينة إدلب مركز المحافظة بعد ما نعتها النظام أنها القرداحة الثانية لشدة تحصيناته فيها، وأضحت بذلك بعد فترة قصيرة محافظة إدلب محررة بشكل كلي من قوات الأسد، مما دفع النظام للانتقام من شعبها من خلال قصفها وتدمير كل مرافق الحياة بها وقتل شعبها.
أنباء كثيرة يتداولها الأفراد عن أن جيش النظام وحلفاءه ينوون اجتياح محافظة إدلب من عدة محاور في شهر مارس الحالي كما يرددها مؤيدو النظام الأسدي، لعلهم بذلك يخففون من حدة خساراتهم التي منيوا بها في شهر مارس من عام 2011 إلى 2015، أو لكي يحظى النظام من جديد بدعم مواليه، ويبقى ذاك النظام ينشر الإشاعات بين أوساطه الشعبية الحاضنة لحكمه عساه يطيل قدر الإمكان من فترة حكمه اللاشرعية منذ أن سفك أول قطرة دماء من شعبه، فهل من المعقول أن يكون مارس الآني هو موعد لسقوط آل الأسد في سوريا؟.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن