الأمم المتحدة ومجلس الأمن
بعد أن اطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون المجلس على الوضع في سوريا بناء على طلب بريطانيا وفرنسا
أعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الثلاثاء إنه جرى التوصل إلى اتفاق يسمح لمقاتلي المعارضة السورية بمغادرة مدينة حلب في الوقت الذي تضيق فيه قوات النظام الخناق عليها وذلك مع بدء اجتماع لمجلس الأمن بشأن القتال والاتهامات الغربية بشأن قتل مدنيين.
وقال تشوركين للصحفيين “أحدث ما لدي من معلومات أنهم توصلوا حقا إلى ترتيب على الأرض يتيح مغادرة المقاتلين للمدينة.”
وأضاف تشوركين “ستكون (حلب) الآن تحت سيطرة النظام لذلك لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين وهناك ترتيبات إنسانية قائمة.”. وتابع أن العسكريين الروس لم يشاهدوا “أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني”.
في حين كانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق يوم الثلاثاء أن لديها تقارير تفيد بأن الجنود السوريين والميليشيات المساعدة قتلوا 82 مدنيا رميا بالرصاص في الأحياء التي استعادوا السيطرة عليها في حلب التي كانت أكبر مدينة سورية قبل الحرب المندلعة منذ نحو ست سنوات.
روسيا
قال سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الثلاثاء إن اتفاقا يقضي بمغادرة مقاتلي المعارضة من آخر جيب لهم في مدينة حلب السورية لا ينطبق على المدنيين.
وأضاف لدى دخوله اجتماعا لمجلس الأمن “ستكون (حلب) الآن تحت سيطرة النظام لذلك لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين وهناك ترتيبات إنسانية قائمة.
فيما نفى أن يكون هناك خوف على المدنيين لأن النظام لم يسئ لهم بحسب قوله “جنودنا الموجودون هناك لا يلاحظون أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.
كما أنه نبه إلى أن “الاتفاق خاص بمغادرة المقاتلين.. وبوسع المدنيين البقاء ويمكنهم الذهاب لأماكن آمنة وبمقدورهم الاستفادة من الترتيبات الإنسانية على الأرض. لا أحد سيؤذي المدنيين.”
تركيا
دوره، أكد مصدر بالحكومة التركية، اليوم الثلاثاء، أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب بدءاً من الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش ويمكن للمدنيين والمقاتلين مغادرة المدينة بحافلات إلى إدلب حتى ليل الأربعاء.
وأبلغ وكالة “رويترز” أنه سيكون بإمكان مقاتلي المعارضة حمل أسلحة خفيفة بناء على الاتفاق، الذي تم التوصل له بعد مفاوضات بين تركيا وروسيا اللتين ستضمنان تنفيذه.
قوات النظام
لم يصدر حتى اللحظة موقف مواضح من النظام يبين موقفه مما أعلنه تشورين في الأمم المتحدة، لكن نفت قوات النظام تنفيذها عمليات قتل أو تعذيب بحق من ألقي القبض عليهم. وتتهم حليفته الرئيسية روسيا قوات المعارضة بأنها “احتفظت بأكثر من 100 ألف شخص كدروع بشرية”.
بريطانيا
بدوره أشار السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت إلى أن اليوم هو يوم عصيب لمجلس الأمن.
وأضاف للصحفيين قبل الاجتماع “هذا يظهر أنه عندما لا نكون متحدين وعندما يستخدم عضو دائم أو اثنان في مجلس الأمن حقهما للنقض بهذه الطريقة المسيئة فإنكم ترون ما يحدث.” في نقد واضح للفيتو الروسي والصيني الذي يعرقل عمل الأمم المتحدة او محاولة تقديم حلول مرضية في سوريا.
فرنسا:
أما السفير الفرنسي لدى المنظمة الدولية فرانسوا ديلاتر فقد قال للصحفيين “في تلك الساعات حالكة السواد بالنسبة لحلب لم يفت الأوان مطلقا لفعل أي شيء في استطاعتنا لإنقاذ الأرواح.” منبها إلى ضرورة مواصلة العمل مهما كانت المؤشرات صعبة.
موقف المعارضة
قال مسؤول في المعارضة في حلب اليوم الثلاثاء إن المعارضة كانت قد اتفقت مع روسيا على أن يوقف جميع الأطراف القصف في حلب اعتبارا من صباح الثلاثاء وإن من المتوقع أن يسري وقف شامل لإطلاق النار ليل الثلاثاء.
فيما ألمح أحد قادة الجبهة الشامية أن انفراجا ما سيبدو واضحا من صباح غد الثلاثاء.
فيما أشار مسؤول من جماعة لواء السلطان مراد المعارضة السورية لـ”رويترز” بشكل منفصل إن أول حافلات ستغادر حلب ليل اليوم الثلاثاء أو صباح غد الأربعاء.
كما قال فصيل أحرار الشام المعارض في سوريا إن جميع المقاتلين والمدنيين المحاصرين في جيب صغير في شرق مدينة حلب سيجلون هذا المساء إلى مناطق تحت سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة في ريف المدينة. وهو الجهة الوحيدة التي أشارت إلى خروج المدنيين والعسكريين بأكملهم.
الصليب الأحمر
أما بالنسبة للصليب الأحمر فقد قالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء إن اللجنة مستعدة للعمل كوسيط إنساني محايد في عملية الإجلاء من شرق حلب التي تتفاوض بشأنها أطراف مختلفة.
وقالت المتحدثة كريستا أرمسترونج في جنيف “لا تزال الأطراف المختلفة في الوقت الحالي تبحث تفاصيل هذا الاتفاق وكيفية تنفيذه. نأمل أن يتحقق و- الأهم من ذلك – أن يأخذ في الاعتبار مصالح المدنيين.
“إذا تمت تلبية المبادئ الإنسانية الأساسية وإذا أيدت جميع الأطراف ذلك .. فإننا نقف على أهبة الاستعداد للعمل كوسيط إنساني محايد ومساعدة المدنيين الذين يحتاجون المساعدة. لذلك فإننا نعد خططا للطوارئ كي نتمكن من التحرك سريعا إذا لزم الأمر.”
فيما أكدت أن الصليب الأحمر ليس طرفا في المفاوضات.
المواقف العربية
كانت المواقف العربية خجولة على غير ما كأنت تأمله المعارضة السورية من تقديم الدعم العسكري أو السياسي أو حتى بالمواقف الدولية
فقد أعلنت الأمانة العامة للهيئة الإسلامية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “إن النظام السوري المجرم ارتكب أبشع الجرائم بما لا يعرف له في التاريخ المعاصر مثالا حيث جثث القتلى تملأ الشوارع وتحت أنقاض الأبنية المدمرة.”
وأضاف البيان “القصف الهمجي الذي يحصد الأرواح في كل مكان حتى في أماكن العبادة والمستشفيات في حين يقف المجتمع الدولي عاجزا أو معطلا عن اتخاذ أي قرار يردع آلة الإجرام.”
والسعودية وقطر من أكبر الداعمين للمعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وتتهم السعودية إيران الشيعية خصمها اللدود بالسعي إلى مد نفوذها في المنطقة العربية بما فيها سوريا.
وقالت الوكالة إن الأمانة العامة للهيئة “أهابت بالعالم الإسلامي بدوله ومنظماته ومؤسساته أن ينتصر لقضاياه وأن يقف بكل طاقاته مع حقوقه.”
كانت محطة تلفزيون الجزيرة قالت في وقت سابق إن قطر دعت إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث الوضع في حلب.
المركز الصحفي السوري- وكالات