في ظل شتات العوائل المهجرة تكمن قصص المعاناة من البعد عن البلد والأهل..
ذاك الذي هاجر من بلده بعد أن فقد الأمل من استقرار الحياة فيها.
وتلك التي ذهبت مع زوجها وابتعدت عن أهلها وأصبحت في بلاد لاتعرف أحدا بها غير زوجها الذي تعتبره ملجأ لها في الغربة،
لكن بعضهم استغلوا ضعف زوجاتهم وجعلوهن أداة لجلب المال فقط…
في غربة إجبارية أسرد قصة رهام (اسم مستعار ) التي تقطن في منزل في تركيا هي وزوجها وفتياتها الثلاث..
المعتاد في تلك البلاد أن يكون للإمرأة والأولاد رواتب شهرية كمساعدة من الدولة لهم ..
كان الزوج (ولن أقول الرجل) يجلس في المنزل بلا عمل حتى أنه لايكلف نفسه في البحث على عمل، يجلب منه ثمن قوت يومه، ولا يلزم نفسه بمسؤولية زوجته وبناته بل ألزمهن بذلك …
تقول -كان الجيران يأسفون لحالنا ..
كنت أنتظرهم أن يصنعوا طعاما لهم لعلهم يبعثون لنا بقدر صغير منه يقيت جوع فتياتي
-جيد هذا سيساعدكن قليلا
…تحدثت والخيبات واضحة في نبرة صوتها..
-ولكن زوجي أبى أن يتركني أسعى بطلب رزقي ورزق أولادي بعد أن قطعت الأمل منه ..
فقد صار يسلبنا كل راتب نحصل عليه وكل إغاثة وفوق هذا كله أصبح يشوه سمعتي أمام جيراني حتى يقطع برزقي ورزق أولادي…
-ماهو دافعه؟كيف يفعل ذلك!
أجابتني بحزن وحسرة…
-فقط ليأخذ المال ويصرفه على ملذاته الشخصية، وكان أهله من المشجعين له على هذا التصرف ..
وعندما طفح الكيل واعترضت على أفعاله الدنيئة هذه،
هب في وجهي مثل البركان وأصبحت تنقذف من فمه حمم الشتائم والعبارات الرديئة ..
وقفت صامتة أنظر إلى فتياتي اللواتي دب الرعب في قلوبهن من صوت أبيهن الذي ملأ المكان، وعباراته المؤذية لأسماعهن البريئة، وتركته ولم أزد عليه أي كلمة رأفة بالفتيات فقط.
-ومع مرور الأيام ألم تجدي حلا لهذا الوضع؟
-نعم وجدته ..
كان الحل الوحيد أن أتخلى عن العلاقة الزوجية التي بيننا حتى نعيش بسلام، وقررت إخبار الشرطة في منطقتنا عن سلبه رواتبنا ومعاملته السيئة لنا، كان جبانا لايستطيع التطاول إلا علينا، وعندما رآني في قمة غضبي كنت قد ارتديت ملابسي وعزمت الذهاب إلى قسم الشرطة..
هنا شعر بالخوف واستبدلت عنده تلقائيا عبارات الشتائم والصراخ بعبارات التوسل وانخفض صوته واتصل بأخي كي يهدئ من روعي..
-كان ذلك نافعا معه
-نعم فقد بدأ يحسب حسابا للشرطة فالذي لايوجد عنده ضمير لاينفع معه إلا القوة.
————–
ما هو صنف هؤلاء الأزواج؟ على أي عادات وتقاليد فاسدة تربوا ؟
لو كنتي مكان رهام هل كنت ستفعلين مثلها أم ستبقين صامتة تنظرين فقط؟
ابتهال دعبول/المركز الصحفي السوري