وقعت السعودية وروسيا، أمس الخميس، ست اتفاقيات استراتيجية، تضمنت اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء واتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية.
جاء ذلك خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى روسيا، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في سان بطرسبورغ، واضافة للتعاون الاستراتيجي، بحث الطرفان عدة قضايا إقليمية على رأسها حل الأزمة السورية. ويرى مراقبون أن موسكو باتت أكثر ميلا لتسوية سياسية بضمانات إقليمية ودولية لانتقال آمن للسلطة في سوريا، يحفظ مصالح ودور ومكانة الأقليات ومعها مصالح روسيا، ويمنع تكرار النموذج الليبي. وقالت مصادر من العاصمة الروسية موسكو لـ«القدس العربي» إن الطرح الروسي يتحدث عن مرحلة انتقالية لمدة عامين تقودها شخصية علوية توافقية تهيىء البلاد لإقرار دستور وانتخابات رئاسية وتشريعية في مدة أقصاها عامان.
ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن دبلوماسي إيراني أن «روسيا تحاول أن تلعب على أكثر من مسار في الوقت الحالي، فهي تدعم الحكومة السورية وتحاول التأثير على المعارضة وتحضر لمستقبل بدون الأسد».
وترى الصحيفة أن زيارة محمد بن سلمان تترافق مع جهود الولايات المتحدة في دفع روسيا كي تدعم عملية نقل للسلطة بدون الأسد. ويلاحظ أن الملك سلمان لم يرسل ولي العهد الأمير محمد بن نايف ولا وزير الخارجية عادل الجبير القريبين من واشنطن برفقة الامير محمد بن سلمان في هذه الزيارة، وهو ما يدل على أن الرياض ربما تلعب على وتر ابتعادها عن واشنطن مؤخرا بالاقتراب من موسكو، خاصة وأن العلاقات شهدت فتورا كبيرا بين موسكو والرياض في فترة حكم الملك عبدالله.
والعلاقات السعودية ـ الأمريكية متوترة حول ملفين رئيسيين، الأول معارضة الرياض للاتفاق النووي مع طهران، والثاني أن السعودية مع فكرة إسقاط نظام الأسد خلافا للموقف الأمريكي الذي لا يزال مترددا بعد أربع سنوات من القتال.
ومن غير المستبعد ان تفتح الزيارة صفحات جديدة في بعض الملفات الإقليمية، خاصة عقب إنشاء المحور السني الإقليمي «الرياض ـ الدوحة ـ أنقرة» لمواجهة محور طهران ـ دمشق.
القدس العربي