«القدس العربي»
استنكر ناشطون أكراد من العراق استمرار النظام الإيراني بإعدام زملاء لهم وسط شلل دولي عن اتخاذ موقف جدي لوقف المجازر الممنهجة بحقهم، فيما استغربت فنانة تشكيلية وناشطة نسوية قيام السلطات المحلية في مدينة النجف جنوب العراق بإطلاق اسم الخميني على أحد شوارعها بالتزامن مع تنفيذ عملية الإعدام.
وأعلنت عائلة الناشط السياسي الكردي سامان نسيم تنفيذ السلطات الإيرانية حكم الإعدام بولدهم المعتقل بتهمة الانتماء إلى حزب سياسي محظور بعد رحلة اعتقال دامت أكثر من ثلاث سنوات، مبينة أن الجهات الأمنية حذرتهم من إقامة مجلس عزاء له وأنهم سيقعون تحت طائلة الحساب، في حال مخالفتهم التعليمات.
وازدحمت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف المنشورات التي حملت صورة الناشط الكردي المعدوم مرفقة بشريط الحداد الأسود، فضلاً عن بيانات مستنكرة لعملية الإعدام والمطالبة في الوقت ذاته باتخاذ مواقف أكثر جدية من استهانة النظام الإيراني بالحياة البشرية، داعين إلى التوقف عن المجاملات وتعرية واقع حقوق الإنسان في الجمهورية الإيرانية.
وقال الدكتور سامان عقراوي إن اضطهاد الأكراد والتضييق عليهم في إيران سوف يستمر، ولن تكون له نهاية ومن شأنه أن يتطور في المستقبل في ظل سكوت أبناء مكونه عن المطالبة الحقيقية بحقوقهم أسوة بما فعلوه في العراق وتركيا وسوريا.
وأضاف في مدونته التي تحمل اسم آزادي «بمعنى الحرية باللغة الكردية» أن الحراك الكردي في تركيا وسوريا والعراق أثمر عن تحصيل المزيد من الحقوق القومية، ولكنه غاب تماماً في إيران وأدى إلى الحالة المزرية التي يعيشها الأكراد في إيران والمحرومين من مزاولة أي نشاط سياسي يذكر وتكون حبال المشانق بانتظار من يفكر بهذا الأمر.
من جانبها، استنكرت الفنانة التشكيلية المغتربة والناشطة النسوية افين كاكائي قيام السلطات المحلية في محافظة النجف «جنوب العراق» بتنظيم احتفال لافتتاح شارع أطلق عليه اسم الخميني، وذلك بالتزامن مع قيام السلطات الإيرانية بإعدام النشطاء الأكراد فقط لأنهم ينتمون إلى هذا المكون. ورأت أن تسمية شارع عراقي باسم الخميني هو تمجيد للديكتاتورية ولنظام دمر شعبة والدول المجاورة، داعية حكومة النجف المحلية إلى العدول عن هذه التسمية وإطلاق اسم الشاعر العراقي الكبير الجواهري على ذلك الشارع.
وذهب المعلقون على صفحة «نسر كوردستان» إلى تبني اقتراح التحرك على الأرض من أجل ردع النظام الإيراني عن الاستمرار في الاستهانة بالأرواح الكردية، مبينين ان الاستنكار والشجب وإطلاق كلمات الاحتجاج لن يسهم في استعادة الحقوق وحفظ الأرواح.
وقال هيمن هورامي، إن «القوة الكردية على الأرض هي التي جلبت لهم الاحترام والتقدير في العراق وسوريا وتركيا ولن نحصل على الشيء نفسه في إيران طالما كنا صامتين»، مضيفاً أن العالم اليوم لن يحترم إلا القوي لأن أغلب الأنظمة المستبدة لم ولن تفهم سوى منطق القوة، على حد قوله.
وفي ردود الأفعال الخارجية، شددت منظمة العفو الدولية على أن إعدام رجل تم تعذيبه للاعتراف بجريمة متهم بارتكابها، حين كان طفلاً يثبت حالة انعدام العدالة في هذا البلد، فيما قال الاتحاد الأوروبي في بيان له إن الناشط الكردي نسيم لم يحظ بمحام خلال اعتقاله، وإن إدانته تمت على أساس اعترافات انتزعت منه بالإكراه.
وكانت الفرنسية قد دعت في وقت سابق الحكومة الإيرانية عدم تنفيذ حكم إعدام الصادر بحق شاب كردي يبلغ من العمر 22 عاما لإدانته بارتكاب نشاط مسلح غير قانوني عندما كان في الـ17 من عمره، مبينة ان المتهمة لم يتم احترام حقه الأساسي في محاكمة نزيهة وعادلة.
وأعربت الأمم المتحدة مؤخراًعن قلقها حيال العدد المتنامي للإعدامات في إيران بعد تسجيلها 852 عملية إعدام في الأشهر الـ15 الأخيرة في إيران، مشيرةً إلى ان هذه الأرقام وبمقارنتها مع نسبة السكان تجعل إيران في مقدمة دول العالم بتنفيذ عمليات الإعدام.