في الطريق من الحدود اللبنانية إلى العاصمة السورية، دمشق تظهر آثار الحرب على الأحياء، وتبدو القرى التي انتفضت ضد نظام بشار الأسد كمساحات واسعة من البيوت المحروقة بفعل القصف الجوي والمدفعي.
ويرى المار بلدات تحت الحصار يجوع أهلها في دوما وداريا. وفي بعض الأحياء مثل المعضمية وافق سكانها على الهدنة مع النظام، أما عقربا وعدرا فهما خاليتان من السكان.
ولم يعد التهديد بزحف المقاتلين المعارضين لنظام بشار الأسد حقيقياً كما كان في الصيف الماضي. فقد استطاع نظامه مدعوماً من الروس والميليشسيات الشيعية الإيرانية واللبنانية والعراقية وقف تقدم المقاتلين وحرف ميزان الحرب قليلاً لصالحه.
أجواء الحرب
ومع ذلك لا تزال أجواء الحرب حاضرة في دمشق، فالهدوء الحذر تقطعه أحيانا أصوات قنابل الهاون وصوت الطائرات التي ترمي حممها على ريف دمشق الخاضع في معظمه لسيطرة المعارضة.
وفي سلسلة تقارير أعدها مراسل صحيفة «التايمز» توم كوغلان من سوريا رصد واقع الحياة في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ففي حمص قال إن الشوارع تذكر بالمدن الالمانية في الحرب العالمية الثانية فارغة في معظمها، وتننظر الحكومة السورية التي أعادت سيطرتها على المدينة العام الماضي عودة السكان الذين هجروا منازلهم حسبما جاء في تقرير كوغلان يوم الأربعاء.
إلا أن سكان دمشق حسب تقريره يوم أمس يعتقدون أن الحرب قد تنتهي قريباً. وينقل عن تاجر في سوق دمشق القديم «أتذكر ان الحياة في تحسن مستمر إلا أن ما حصل أعادنا للوراء 200 عام» وقال «شاهدت كتاباً في الرقة يدرسه (داعش) للأطفال وعمره ألفا عام وهو أمر لا يصدق».
ومع أنه من الصعب معرفة مواقف أهل دمشق من نظام الرئيس بشار الأسد بسبب مرافقة الأمن للصحافيين الأجانب إلا أن العاصمة لجأ إليها الكثير من الناس سواء كانوا دروزا أم علويين وشيعة ومسيحيين من المناطق التي سيطر عليها المسلحون وهؤلاء يشتركون مع بقية أهل دمشق الخوف من تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة».
وفي السوق القديم لاحظ الصحافي أكواباً للشاي رسمت عليها صور الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والأسد وفلاديمير بوتين. فتحت السطح تأكل الحرب ما تبقى من إزدهار، فقد كانت سوريا بلداً سكانه من أصحاب الدخل المحدود بطبقة متوسطة كبيرة وأدت الحرب إلى خسارة السكان مدخراتهم المالية حيث توقفت الصناعة وتركت العقوبات آثارها الخطيرة عليهم.
وتراجعت قيمة الليرة بشكل كبير، من 47 ليرة للدولار الواحد إلى 625 ليرة منذ بداية ما يطلق عليها إعلام النظام «الأزمة» وهذه حاضرة في حياة الناس الذين تكيفوا مع واقع الحياة التي فرضتها الحرب. ونقل الكاتب نبض الحياة من مقهى داخل دمشق القديمة كان يحاول فيه حكواتي البدء بحكاية قصته «كان هناك ملك» ولم يستطع مواصلة كلامه بسبب جولة جديدة من قذائف الهاون والرصاص التي انطلقت من مخيم اليرموك.
ويعلق هنا أن مركز مدينة دمشق هو واحة من الهدوء الحذر. وفي الغوطة الشرقية قتل يوم الثلاثاء 50 شخصاً في قتال بين جيش الإسلام وفيالق الرحمن. وفي مخيم اليرموك يواجه تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة» – فرع القاعدة السوري بعضهما البعض، ويواجه الطرفان قوات الحكومة.
وحذرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي من الكارثة الإنسانية وخطر الجوع الذي يواجه ما تبقى من سكان المخيم وعددهم 8000 شخص.
ورغم الدخان الأسود الذي يلوث السماء على حواف العاصمة يمارس الناس حياتهم الطبيعية- المطاعم والمقاهي مليئة بالرواد والشوارع مزدحة. وفي سوق المدينة القديم يقوم الندل في المقهى المعروف «بكداش» بتوزيع البوظة الدمشقية المعروفة. ونقل عن طالب اسمه خالد «صحيح هنا توتر ولكن يجب التعود عليه» و»مرت أيام كانت فظيعة وحزينة ولكن الحياة يجب أن تستمر».
حزن اليرموك
وبعيداً عن صوت الحياة الصاخب في دمشق، يبدو مخيم اليرموك المحاط بحواحز عسكرية منطقة من البيوت المدمرة والتي تحولت إلى أنقاض.
واستطاعت الميليشيات الفلسطينية الموالية لنظام الأسد السيطرة على 30% من المخيم منذ عام 2014. ولا يزال فيه حوالي 1.300 جهادي. وشارك سكان المخيم في التظاهرات الأولى السلمية عام 2011 لكنه تعرض للقصف الجوي والمدفعي بشكل دمر معظم مبانيه.
حلت الجماعات الجهادية في نيسان/إبريل العام الماضي محل مقاتلي المعارضة، حيث تخوض الفصائل هذه حربها الخاصة داخله.
وعلى جوانبة الخارجية تقوم الفصائل الفلسطينية باحتواء المشكلة. ولم يتبق سوى نسبة 5% من سكانه الأصليين. ويقوم أحدهم بمرارة «هناك ملوك كثر في بلد الدموع». وتبدو دمشق اليوم آمنة نوعاً ما ويقبل سكانها الموالون للنظام على شراء صور الأسد وبوتين ونصر الله باعتبارهم حماة سوريا.
وكانت روسيا قد أعلنت عن سحب قواتها من البلاد لكن الأدلة تظهر أن الروس لا يزالون حاضرين عسكرياً في أنحاء مختلفة من البلاد.
وكتب كوغلان عن إنشائهم قاعدة عسكرية جديدة في تدمر التي خرج منها مقاتلو التنظيم في آذار/مارس الماضي.
وكشفت صورة فضائية نشرتها المدرسة الأمريكية لأبحاث الإستشراق عن عمليات بناء القاعدة على طرف مدينة تدمر. وتظهر الصورة مدرجاً للمروحيات وشارعين ومساكن للجنود.
ويقول باحثو آثار أمريكيون إن الموقع العسكري قريب من المقبرة الرئيسية و»من القبور ومعابد الجنائز». وأكد مدير دائرة الأثار السورية محمود عبد الكريم أن الآثار في تدمر ليست في خطر وكل هذا يعود للمجهود الروسي. ولكنه قال إن دائرته لم تستشر حول بناء الموقع الروسي الذي كان سيعارضه.
وقال عبدالكريم «نرفض منح إذن بالبناء داخل الموقع حتى لو كان البناء صغيراً، سواء للجيش السوري أو الروسي». وقال «لم نكن لنمنح إذنا لأن هذا يعني خرق قوانين الآثار».
ودمر الجهاديون خلال سيطرتهم على المدينة معبد الإله بل وبعل شامين وقوس النصر الذي بناه الإمبراطور سبتيموس سيفيروس. ونشر الجيش الروسي قوات له في المدينة وكانوا حاضرين بقوة في الزيارات الأخيرة للمدينة التي نظمها الروس للإعلام الغربي. وكان الروس حاضرين في معبد بل الذي دمره الجهاديون ومنعوا المصورين من الدخول إلى مكانه لتصوير الدمار. وقال عبد الكريم «في وقت الحرب لا يكون للآثاريين رأي حيث تملي الظروف الأمنية الواقع».
وقال «عندما تتحسن الظروف ويعود السلام فنسطالب بإخلاء الثكنات». وقال متحدث باسم الجيش الروسي في سوريا إنه تم الإتفاق على هذا الموقع مع السلطات السورية ووزارة الثقافة وبقية المؤسسات. وقال الجنرال إيغور كوناشيكوف إن الموقع يحتوي على مستشفى ميداني يعالج السكان المحليين ومخبز ميداني.
وقال إن مقاتلين من وحدة المهندسين أبطلوا مفعول 1.800 قنبلة حول تدمر. ولا يزال الدور الروسي في سوريا محل انتقاد. ففي العدد الأخير من مجلة «إيكونوميست» تحدثت فيه عن الإنسحاب الذي لم يحدث.
وقالت المجلة «تحدق صورة فلاديمير بوتين من المصلق المعلق على المنشآت السورية في أنحاء سوريا المختلفة وتحتها «القوات السورية ضمانة للأمن العالمي، وهو تلخيص جيد للتفكير وراء المهمة الروسية في سوريا». وعندما تدخلت روسيا العام الماضي في سوريا حاول الإعلام الروسي تقديم مظاهر احتفالية تلفزيونية للجمهور الروسي وإقناعه بأن بلاده أوجدت نفسها كقوة دولية.
انسحاب أم إعادة تمترس؟
وعندما أعلن بوتين في آذار/مارس سحب العدد الأكبر من قواته بعد إنجاز الجوهر الرئيسي للمهمة، فقد كان يقول جزءًا من الحقيقة وليس الحقيقة كلها. فلم تعد روسيا اليوم «قوة إقليمية» كما وصفها باراك أوباما مرة، فهي الطريق الذي يجب أن يمر عبره أي سلام يتعلق بسوريا.
وكتب رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري جيراسيموف «فقط روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هما القادرتان على وقف الحرب في سوريا رغم مصالحهما وأهدافهما السياسية المختلفة». وتضيف المجلة هنا نقطة مهمة وهي أن الإنسحاب الروسي لم يحدث أبداً. لأن الخروج بشكل كامل يعني التخلي عن التأثير الروسي على نظام بشار الأسد وترك الساحة في إيران. وتعلق المجلة قائلة «بدلاً من سحب قواته أعاد تمترسها».
ويقول ديمتري غورينبيرغ الخبير بشؤون الجيش الروسي إن إعلان آذار/مارس كان «محاولة لإعادة تعريف الوجود الروسي لوجود دائم وليس كمهمة».
واستدعت موسكو عدداً من مقاتلاتها في رسالة واضحة للأسد بعدم التعامل مع وجود روسيا كوضع مفروغ منه، إلا أن البصمات العسكرية الروسية في سوريا واضحة». فقاعدة حميميم الجوية قرب ميناء اللاذقية تزن فيها أصوات المقاتلات وهي تقلع للمهام الجوية.
ووصلت مروحيات لتزويد الدعم العسكرية. وهناك نظام صاروخي قوي «أي- 400» مضاد للطائرات يقوم ببناء سياج دفاع جوي حول منطقة شرق المتوسط ويصمد أمام الناتو.
ومثلما جلب الأمريكيون معهم ثقافتهم إلى القواعد العسكرية في العراق مثل «كي أف سي» و»ماكدونالدز» جلب الروس معهم النساء السلافيات لتقديم «كاشا» (العصيدة) من خيمة بالإضافة لمكتبة مكونة من 2.000 كتاب باللغة الروسية. وعلى الأرض يدير الروس العرض. فعندما تخوض القوات الروسية والسورية معركة فإنها تتم بناء على «الشروط الروسية» حسبما يقول ديمتري ترنين من مركز كارنيغي في موسكو.
وعندما نظم الروس رحلة للصحافيين الأجانب مرت سياراتهم على الحواجز السورية بدون توقف، وأحال الضباط السوريون أي سؤال وجه إليهم للروس. وبنظرة سريعة للقوات السورية تظهر السبب، فهذه متعبة وغير منظمة مقارنة مع القوات الروسية المنضبطة والمسلحة بعتاد جيد.
ففي أثناء عرض عسكري للنصر نظم في القاعدة الجوية كافح أفراد الفرقة السورية الصغيرة الذين شاركوا في العرض لمتابعة حركات الأيدي والأرجل للجنود الروس. واستبدل الأسد قواته بميليشيات شيعية لبنانية. وتجد على أي حاجز تفتيش جنوداً غير نظاميين بأزياء غير متناسقة.
مهام أخرى
وبالإضافة للحملة الجوية القوية فقد قام الروس بمهام أخرى، مثل تنظيف الألغام عبر القاعدة العسكرية الصغيرة قرب تدمر.
وتقوم القوات الروسية بمهام استخباراتية. ويشرف المدربون على تدريب الجيش السوري. وتدخل الضباط الروس في السياسة المحلية وساعدوا في إنجاز اتفاقيات وقف إطلاق النار. وعلى ما يبدو فالروس في مهمة طويلة. وعندما طلبت وزارة الدفاع ميداليات للحملة في سوريا طلبت 10.000 ميدالية.
وحاول بوتين تقديم حملته في سوريا على أنها معركة بين الخير والشر، رغم أن قواته والأسد استهدفت قوات المعارضة المعتدلة. فقد كان النظام السوري ومنذ بداية الحرب حريصاً على إقناع العالم بأنه يواجه جهاديين وليس مواطنيه الغاضبين. ولهذا عمل على مفاقمة غضب سكانه ودفعهم إلى أحضان المتطرفين واسهمت سياساته بولادة تنظيم «الدولة».
وتشير المجلة لشعور التقزز الذي أصاب السوريين عندما أحضر الروس إلى تدمر أوركسترا «مارينسكي» التي عزفت بين الأطلال التي ذبح فيها تنظيم «الدولة» العديد من السكان سيمفونيات باخ وشيشدرن وبروكوفييف، فقد تزامنت المناسبة مع الحملة الجوية المكثفة على حلب. وجاءت الحفلة قبل يوم من احتفالات «يوم النصر» الذي يحيي فيه الروس نهاية الحرب العالمية الثانية.
ووصف بوتين الجنود الروس في سوريا بأنهم الورثة الحقيقيون لأبطال الحرب. ولم تقنع هذه الحملة الجذابة الكثيرين في الغرب الذين رأوا فيها محاولة لحماية الأسد.
هوس بوتين
وهو ما دعا صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها للتحذير مما سمته «هوس فلاديمير بوتين الخطير». وبدأت الصحيفة بالإشارة للمقترح الروسي – الأمريكي لرمي المساعدات الإنسانية من الجو للبلدات والقرى المحاصرة إن لم يسمح الأسد لقوافل الإغاثة الإنسانية بالوصول إليها.
وهذا هو اقتراح يحمل الكثير من المخاطر نظراً لما يرافق عمليات إنزال المواد الإنسانية من الجو من مخاطر. وهي مكلفة أيضا وقد لا تصل للمحتاجين وتعرض حياة من يستفيد منها للخطر.
و»على السطح يبدو التحرك لفتة إنسانية من دولتين يفترض أنهما تعملان لإنهاء الحرب. وما تكشفه في الحقيقة ومرة أخرى هو نفاق فلاديمير بوتين في سوريا ومناطق أخرى».
وترى أن الأسد بقي في السلطة بسبب الدعم الروسي «ومن الصعب التصديق عدم قدرة بوتين، الرجل الذي يقدم نفسه بأنه يستطيع الحصول على ما يريد، الضغط على الأسد كي يسمح بمرور المساعدات إلى المحتاجين في المدن، لو أراد هذا».
وتضيف أن بوتين وعد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي بالعمل من أجل وقف الحرب التي كلفت حتى الآن 470.000 شخص، إلا أنه لم يكن قادراً على منع الأسد من قصف المدنيين بل وتشارك الطائرات الروسية في القصف حسب بعض التقارير. وتشير الصحيفة لانهيار وقف إطلاق النار الذي وعد بسلام دائم والمحادثات السلمية التي توقفت ولا يوجد أمل بالتوصل لاتفاق حول حكومة انتقالية بحلول الأول من آب/أغسطس.
وتعلق «نيويورك تايمز» أن «سوريا ليست إلا ميداناً يرغب من خلاله بوتين في تحقيق هوسه بجعل روسيا عظيمة من جديد ولكنه خلق حالة من عدم الاستقرار وأيقظ الشكوك التي تلاشت مع نهاية الإتحاد السوفييتي».
وتذكر كيف خرقت روسيا اتفاق مينسك الذي وقعته مع أوكرانيا بعد عام من ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 وغزو شرق أوكرانيا.
ووصل العنف الآن لمستويات عالية من وقف إطلاق النار عام 2015. وأشارت السلوكيات الخطيرة والمتهورة للروس في الجو والبحر خاصة في منطقة دول البلطيق. وفي 29 نيسان/إبريل كادت طائرة روسية أن تصطدم بطائرة أمريكية فوق بحر البلطيق. وتهدد تصرفات كهذه بمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة التي اتسم قادتها حتى الآن بضبط النفس.
ودعا قلق دول الناتو في شرق أوروبا الحلف للتفكير بنشر أربع كتائب عسكرية مكونة من 1.000 جندي في كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإيستونيا. وستسهم أمريكا بكتيبتين وثالثة من ألمانيا ورابعة من بريطانيا. ويأمل الناتو ردع روسيا عن التدخل في شؤون هذه الدول. كما ويواصل الحلف خططه لإنشاء نظام دفاعي يهدف لحمايتها من الصواريخ الإيرانية.
وترى الصحيفة أن بوتين أساء قراءة تهديد حلف الناتو الذي ظل منزوع السلاح بعد نهاية الحرب الباردة. وقد يؤدي تصرفه الحاسم لعكس ما يريده، أي إحياء قوة الحلف ودوله ودفع دوله لتخصيص ميزانيات دفاع كبيرة رغم المصاعب الاقتصادية وأزمة اللاجئين السوريين والعجز السياسي. وسيجتمع الناتو في مدينة وارسو في شهر تموز/يوليو. وفي شهر حزيران/يونيو ستنتهي العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب غزو أوكرانيا.
وترى مع ذلك أنه من الحكمة محافظة دول الناتو على ترك بعض القنوات مفتوحة مع روسيا. فقد حسن بوتين من فرصه الدولية لاستعادة موقعه الدولي الذي ظل يحن إليه ويعمل بشكل بناء مع الغرب.
إبراهيم درويش
القدس العربي