صرح السفير الإيراني الأسبق في الصين وليبيا والمكتب الأوربي للأمم المتحدة، علي خرم، أن موسكو خدعت إيران في سوريا وأضعفت نفوذها في المنطقة، مؤكداً أنه قبل التدخل الروسي، ظهرت إيران كمنقذ في العراق وسوريا من الإرهاب، لكن الاستراتيجية الروسية تسببت بتراجع الدور الإيراني في المنطقة.
وقال علي خرم لموقع «عصر إيران» الإخباري أن الجمهورية الإسلامية تريد حفظ وحدة التراب السوري، لكن روسيا أفشلت هذه السياسة الإيرانية، وسمحت للرياض وأنقرة أن تطرح فكرة رحيل بشار الأسد على طاولة المفاوضات، مضيفاً أنه يمكن القول إن السعودية وتركيا ربحتا جزئياً في الملف السوري.
وأشار إلى المحاولات الروسية لإجراء صفقات معينة مع الولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أن موسكو تبذل جهداً كبيراً لتحسين علاقاتها مع واشنطن، وتعمل على مقايضتها في الملف الأوكراني.
وانتقد أولئك الذين يعارضون تحسين العلاقات الإيرانية الغربية، وقال إن تحديد العلاقات الخارجية للبلاد على الصين وروسيا هو رهان فاشل، وأن إيران ستخسر الكثير في حال تواصل اعتماد هذه السياسة.
وأضاف أن الروس والصينيين يستغلون جميع الفرص المتاحة لتوطيد علاقاتهما مع واشنطن، وأن باقي دول العالم أيضاً تبحث عن علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن العقوبات الاقتصادية أرغمت إيران على الذهاب إلى الصين، لكنه بعد إلغاء الحظر يجب عليهم أن يستخدموا التكنولوجيات الأوروبية بدلاً من التقنيات الروسية والصينية، لأنها أكثر تطوراً وأكثر فاعلية.
وشدد الدبلوماسي الإيراني المخضرم على أنه عندما تكون لطهران علاقات قوية ووطيدة مع الغرب، لا تستطيع روسيا أن تخدع إيران وتضرب حوزات نفوذها لا في سوريا ولا أي نقطة أخرى.
وأكد أنه يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تكون لها علاقات قوية مع القوى العظمى لتصبح القوة الأولى في الإقليم، وأنه لن يتحقق ذلك في حال تواصل الخطاب العدائي مع الآخرين.
وحول الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+ 1، نفى السفير الإيراني الأسبق في مكتب جنيف للأمم المتحدة امكانية إلغاء الاتفاق في حال فوز مرشح متشدد مثل دونالد ترامب، وقال إنه في حال تواصل التزام إيران ببنود التوافق، لن يحصل ذلك أبداً.
وحذر علي خرم من محاولة الغرب لإعادة تجربة الملف النووي بالنسبة للبرنامج الصاروخي الإيراني، مضيفاً أن البعض في الغرب يدفع باتجاه فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب التجارب الصاروخية الإيرانية.
وأكد أن بعض القوى العظمى بدأت تستشير الجمهورية الإسلامية حول ملفات المنطقة بعد الاتفاق النووي، وأن هذا الموضوع أعطى إيران مساحة أوسع لإبراز دورها في المنطقة، مضيفاً أن السعودية حاولت ضرب العلاقات الإيرانية الغربية كثيراً، لكنها لم تفلح حتى اللحظة.
وفيما يتعلق بموضوع الحل السياسي للأزمة السورية، كتبت مجلة نيوزويك الأسبوعية الأمريكية أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قلق من تفاصيل التوافق الروسي الأمريكي بشأن سوريا.
وأضاف التقرير أن التوافق الروسي الأمريكي يلبي جزءاً من المطالب السعودية، وأن ذلك يعني أنه لم يأخذ المصالح الإيرانية بعين الاعتبار، وأن طهران ستخسر جزءاً منها في سوريا.
وقالت المجلة الأمريكية أن إيران غير متأكدة من أن التوافق بشأن سوريا سيضمن وصولها وسيطرتها على حزب الله اللبناني أم لا، وأن طهران تعتبر كيفية حل الأزمة السورية بأنها موضوع حيوي لها.
القدس العربي