لندن ـ «القدس العربي»:
تشهد الولايات المتحدة أزمة كبيرة بين المؤسسات الأمنية والرئيس المنتخب دونالد ترامب وتدور حول «الملف القذر» الذي نشرته وسائل إعلامية ويحتوي على معلومات يقال إنها تعرض الرئيس المنتخب للإبتزاز من الروس الذين قاموا بجمع الملف الذي يحتوي على فضائح جنسية ويشمل خططاً تعود إلى خمسة أعوام لتحضيره للمهمة.
وكشف أن معد التقرير رجل استخبارات بريطاني سابق عمل في جهاز المخابرات الخارجية (أم آي 6) وفي الخارجية البريطانية حيث مارس عمله كدبلوماسي.
فقد حصل كريستوفر ستيل على عقد لإعداد ملف عن علاقات دونالد ترامب بروسيا. وتم تلخيص الملف الذي تتداوله وسائل الإعلام الأمريكية منذ شهور وترفض نشره بسبب عدم تأكدها من صحة المعلومات فيه.
وفي الأسبوع الماضي أعد ملخص عما ورد فيه من تفاصيل مثيرة ـ لم يتم التأكد منها ـ مثل التعامل مع عاهرات وحصول رجل الأعمال على عقود قصد منها الرشوة وبتنسيق مع المخابرات الروسية والقرصنة على الديمقراطيين ـ وجاء الملخص في ملحق تقرير عالي السرية.
وكما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» فالتداعيات كبيرة وستترك أثرها لما بعد حفلة التنصيب التي لم يبق لها سوى أسبوع. وتم تسريب بعض ما جاء في التقرير الذي اطلع عليه الرئيس باراك أوباما وعدد من قادة الكونغرس إلى شبكة «سي إن إن» يوم الثلاثاء وبقية وسائل الإعلام.
وكان رد ترامب على التسريبات بهجوم غاضب جداً واعتبرها مزيفة وتشويهاً على طريقة ألمانيا النازية قام بتدبيرها أناس مرضى.
واقترح في مؤتمره الصحافي وهو الأول الذي يعقده منذ تموز/يوليو 2016 أن المخابرات تقف وراءها وهو ما سيقوض علاقته مع الوكالات الأمنية الأمريكية.
ورد جيمس كلابر، مدير الأمن القومي في بيان أكد فيه أن لا علاقة للمجتمع الإستخباراتي بالتسريبات. وقال إن المخابرات «لم تصدر حكماً بصحة ما ورد فيه من معلومات». وقال إن المخابرات قررت إطلاع صناع السياسة عليها حتى تكون لديهم «الصورة الكاملة عن أي موضوعات تؤثر على الأمن القومي».
ولا تزال أجزاء من القصة غير واضحة وكذا السؤال الرئيسي حول صحة المعلومات التي وردت فيه. وطرح معلقون أسئلة حول أخلاقية نشر صحف ومواقع لمعلومات لم يتم التأكد منها.
وتعتقد «نيويورك تايمز» أن هناك إمكانية لجمع خيوط تضيء الطريق لما قاد إلى الأزمة الحالية بما في ذلك الأسئلة التي ظلت تطرح حول العلاقات التي تربط فريق ترامب بروسيا. كما وتقدم الأزمة جانباً آخر مخفياً للحملة الرئاسية والتي تضمنت استئجار جواسيس للحفر في ماضي المرشحين والكشف عن أسوأ ما في الزعيم الأمريكي المقبل.
بداية القصة
بدأت القصة في أيلول/سبتمبر 2015 عندما قام متبرع ثري من الحزب الجمهوري بتخصيص أموال واستأجر مؤسسة بحث يديرها صحافيون سابقون «فيوجين، جي بي أس» من أجل إعداد ملف عن فضائح رجل الأعمال السابقة ونقاط ضعفه وذلك حسب شخص عارف بالقصة.
ومع أن هوية الثري الجمهوري غير واضحة إلا أن «فيوجين» كان يديرها صحافي سابق في «وول ستريت جورنال» معروف بتقاريره الشرسة وهو غلين سيمبسون. ويتعاون في غالب الأحيان مع زبائن من قطاع المال الأعمال. ولكن شركته تقدم خدماتها في أثناء الحملات الإنتخابية للأحزاب المتنافسة وتقوم بعمليات سريعة.
ويتسم عمل الشركة بالروتينية خاصة أنه يقوم على بناء قاعدة معلومات كبيرة من التقارير الصحافية والأخبار القديمة ووثائق من دعاوى قضائية. وقامت فيوجين وعلى مدار شهور بجمع المعلومات عن نشاطات ترامب التجارية وفي مجال الترفيه وتلفزيون الواقع.
وتقول الصحيفة إن بروز «تايكون العقارات» في الربيع الماضي كمرشح قوي عن الحزب الجمهوري أدى لتوقف الثري المتبرع للجمهوريين عن تمويل الجهود. إلا أن الشركة وجدت زبائن آخرين في الحزب الديمقراطي الذين عبروا عن اهتمام في الحفر في ماضي رجل الأعمال.
وحدث تغير في طبيعة المهمة في حزيران/يونيو 2016 عندما تعرضت اللجنة القومية للحزب الديمقراطي لعملية قرصنة وبدأ شخص أطلق على نفسه Guccifer 2.0 بنشر الملفات المسروقة.
ولذلك قام سيمبسون باستئجار ستيل وهو رجل في بداية الخمسين من عمره يعرفه وتعاون معه سابقاً. وفي التسعينات من القرن الماضي عمل ستيل جاسوساً بغطاء دبلوماسي في روسيا وأصبح الخبير البارز عن روسيا بمقر المخابرات البريطانية (أم آي6) في لندن وبعد تقاعده من العمل عام 2009 أنشأ شركته الخاصة «أوربيس».
ويتفق الصحافي والجاسوس السابق بموقف معارض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عمل ضابطاً في «كي جي بي» في زمن الإتحاد السوفييتي السابق ويعرفان الأساليب التي يستخدمها ومؤسساته الأمنية للتشوية والإبتزاز والرشوة. ولم يكن ستيل قادرًا على السفر بنفسه إلى روسيا لأنه قام بعمليات سرية هناك ولهذا استأجر متحدثاً باللغة الروسية ليتصل مع مخبرين روس. وبناء عليه بدأ بكتابة مذكرات مكونة من صفحات محدودة وكان يرسلها إلى فيوجين. واستمر بإرسالها حتى كانون الأول/ديسمبر أي بعد نهاية الإنتخابات لكن الشركة لم تتوقف عن العمل ولا ستيل.
عمليتان
وتحتوي المذكرات على عمليتين قام بهما الروس: الأولى استمرت على مدى عام للتأثير على ترامب. وبناء على مذكرات ستيل فقد استخدمت المخابرات الروسية الأساليب المعروفة وهي جمع معلومات شخصية من مثل أشرطة تظهر ترامب مع عاهرات في موسكو وعروض تجارية محبذة لرجل الأعمال.
ولم يكن الهدف تحويل ترامب إلى عميل روسي بقدر تحويله لمصدر معلومات عن مجموعة من رجال الأعمال المرتبطين يهمون بوتين. إلا أن ترامب نفى أن تكون لديه مصالح تجارية كبيرة في روسيا. أما العملية الثانية فتتعلق بسلسلة من الاتصالات التي قام بها فريق ترامب أثناء الحملة الإنتخابية لمناقشة عملية القرصنة على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي ومدير حملة هيلاري كلينتون، جون بوديستا.
ويتحدث ستيل عن لقاء تم في نهاية صيف 2016 ببراغ بين المحامي مايكل كوهين، الذي يعمل لصالح ترامب وأوليغ سلودوخين، المسؤول الذي يعمل بمؤسسة «روسوترودينشستو» التي تتابع المصالح الروسية في الخارج.
ومشكلة ستيل تكمن في وقوعه في شبكة مخبرين روس قدموا له معلومات غير صحيحة. وكل ما ورد في تقاريره من الصعب التأكد منها وإشكالية كما في معلومة لقاء براغ حيث نفى كوهين أنه زار المدينة في حياته.
وفي المقام نفسه أكد سلودوخين أنه لم يلتق أبداً بكوهين. وكان ستيل الذي يتمتع بسمعة جيدة ووفر معلومات لمكتب التحقيقات الفدرالي عن الفساد في مجلس الاتحاد الدولي للكرة (فيفا) واع بالمخاطر من عمله على ملف ترامب ولهذا قام بإعطاء نسخة من الملف للمخابرات البريطانية. وفي بداية خريف 2016 وصل جزء من معلومات ستيل للإف بي أي الذي كان يحقق في علاقات ترامب مع روسيا.
السر السيئ
بعد الانتخابات ظلت الملفات التي أعدها ستيل من الأسرار السيئة التي تحتفظ بها وسائل الإعلام وحاولت التأكيد او نفي ما ورد فيها. ووصل إلى جون ماكين خبرها واستطاع الحصول على نسخة منها عن طريق ديفيد كريمر الذي يعمل في مركز جون ماكين في جامعة ولاية أريزونا.
وقام بدوره بتسليم النسخة لمدير الإف بي أي كومي. وتغير موقف الإعلام هذا الأسبوع عندما قام مديرو «سي آي إيه» والإف بي أي ووكالة الأمن القومي بتقديم ملخص الحقوه في التقرير السري وتضمن معلومات عن ملف ستيل القذر.
ومن هنا يعيش الأمريكيون حالة من الانقسام ولا يدرون من يصدقون. وترى صحيفة «واشنطن بوست» أن ما قصد منها إعلام ترامب عن مزاعم أدى لخروج أسرار لم يتم التأكد منها للفضاء العام.
وفي تقريرها عن الأزمة قالت إن قادة الأجهزة الأمنية واجهوا مسألة شائكة وهم يحضرون لتقديم تقرير أمني للرئيس أوباما والرئيس المنتخب ترامب حول نتائج التحقيقات المتعلقة بالقرصنة الروسية: هل عليهم ذكر المزاعم البذيئة التي يتم تداولها ولأشهر في واشنطن؟ «وفي النهاية توصلوا لنتيجة أن لا خيار أمامهم إلا تضمين ملخص للملف المكون من 35 صفحة والذي يحتوي على معلومات تعرض الرئيس للابتزاز.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله «ستتعرض للنبذ لو لم تفعل». فعدم ذكر تقرير أعدته مؤسسة أمنية خاصة يعني أن الإجهزة الأمنية الموكلة بحماية أمن الأمة لا تعرف ما يجري. وقال مسؤول إن معظم القادة الأمنيين كانوا مقتنعون أن نشره هي مسألة وقت.
وتعتقد الصحيفة أن قرار القادة الأمنيين إطلاع صناع القرار على ما جاء فيه سرع من عملية النشر.
وأكد قادة الأجهزة الأمنية أن قرار تضمين صفحتين في التقرير عن الدور الروسي للتأثير على الحملة الانتخابية كان بالإجماع. وتعلق أن هؤلاء المسؤولين فوجئوا بالرد الذي لم يحضروا أنفسهم له والذي جاء من خلال هجوم ترامب عليهم ومقارنتهم بالنازية الألمانية. كل هذا رغم ما قام به المسؤولون الأمنيون من شرح النص لترامب بشكل كامل ووضع في السياق حسب مسؤول تحدث للصحيفة.
وكان كلابرـ وجون برينان، مدير «سي آي إيه» وكومي مدير أف بي أي ومايك روجرز، مدير وكالة الأمن القومي قد أكدوا لكل من أوباما وترامب أنهم يعرفون عن المزاعم منذ شهور وحاولوا التأكد منها بطريقة أو بأخرى.
وقالوا إن حقيقة ظهورها في التقرير جاء كملحق للتقرير الأصلي ولم يؤثر على نتائج الأجهزة حول الدور الروسي في انتخابات الرئاسة عام 2016. ومع ذلك فقد خلط المسؤولون بين ما هو نتيجة مؤكدة ومعلومات أعدتها مؤسسة أمنية خاصة لم يتم التأكد منها.
ويقول مسؤول إن وضع ملحق تصرف غير عادي. وحسب مايكل موريل، نائب مدير المخابرات الأمريكية السابق «كان أمراً غير عادي إن لم يكن مسبوقاً لفت الرئيس والرئيس المنتخب لوثيقة خاصة لا تعتقد بالمزاعم الواردة فيها».
وترى الصحيفة أن قرار تضمين ملخص للوثيقة وإن كان بإجماع المسؤولين الأمنيين إلا أن اللوم وقع على كومي الذي تحدث أمام الكونغرس مؤكداً أنه لا يؤكد أو ينفي أمراً لا يزال يحقق فيه.
وتقول إنه عرض نفسه مرة أخرى للجدل بعد التحقيقات في رسائل كلينتون الالكترونية قبل الانتخابات بأيام. واختلف المسؤولون حول طبيعة ما ورد في ملف ستيل وتساءل بعضهم عن قدرته التحدث مع مخبرين روس بدون اعتقاله.
وأشار آخرون إلى أن بعض ما ورد فيه قابل للتصديق وأجزاء لا يمكن التأكد منها لأنها تعبر عن مواقف الروس أنفسهم. وسواء كان قادة الأجهزة والوكالات الأمنية محقين في إطلاع مؤسسة القرار السياسي على ما ورد في ملف قذر أم لا فالعلاقة بينهم وبين البيت الأبيض دخلت مرحلة أزمة.
وفي هذا السياق تحدث سبنسر إكرمان مراسل صحيفة «الغارديان» في نيويورك عن انهيار «الهدنة» بين الرئيس المنتخب والوكالات الإستخباراتية. وتغير المزاج من نبرة محسوبة من الطرفين إلى حالة من الهستيريا. وتهدد تعليقاته في المؤتمر الصحافي يوم الأربعاء بتدمير علاقة الثقة مع مجتمع الاستخبارات خاصة بعدما اتهمها بمحاولة تدمير رئاسته الناشئة.
ونقل إكرمان عن مسؤولي المخابرات المخضرمين شعورهم بالصدمة وعودة الهجوم الذي وصفه أحدهم بأنه «مفتوح، ولا عقلاني وعدوان هستيري» ويأتي عشية التأكيد على مرشح ترامب لتولي منصب وكالة الاستخبارات ـ سي آي إيه- مايك بومبيو.
فيما اقترح أحد المسؤولين السابقين استقالة موظفي الوكالة ممن لديهم وازع من ضمير. واعتبر رون هايدن، النائب الديمقراطي عن أوريغان وعضو لجنة الأمن في الكونغرس وأحد أهم ناقدي عمليات التجسس أن نقد ترامب المتواصل وعداءه للأجهزة الأمنية «أمر خطير جداً». وقال إن «الرئيس مسؤول عن القرارات الحيوية المتعلقة بالأمن القومي بما في ذلك قرارات الذهاب للحرب أم لا والتي تعتمد على جمع واسع للمعلومات وتحليل منطقي يقوم به المجتمع الاستخباراتي. وفي سيناريو يرفض فيه الرئيس تحليل المخابرات أو على الأسوأ يقوم باتهامها، خطير جداً».
ولا ترى فيكي دوفال، المحامية السابقة لدى سي آي إيه ولجنة الاستخبارات في الكونغرس، أي فرصة للتقارب بين المخابرات والرئيس المنتخب «فبعد الهجوم والتقليل من العمل الشاق الذي تقوم به المخابرات وقبول نتائجه على مضض يقوم ترامب الآن برمي أسوأ لقب عليهم – مقارنتهم بالنازية في ألمانيا- بدون دليل وعشية توليه السلطة.
وقالت دوفال «نواجه الآن خطر دخول مرحلة يمارس فيها الرئيس هجوماً عدوانياً هستيرياً غير منطقي ضد مجتمع استخباراتي مكون من 17 جهازاً والمفوضة بالحفاظ على أمننا». ويعلق إكرمان أن الهجمة الغاضبة تتناقض مع النبرة المعتدلة التي تحدث بها يوم الجمعة بعد لقائه مع قادة الوكالات الأمنية.
وكان ترامب قد تعامل مع المعلومات حول الدور الروسي بأنها عملية «تصيد» وأشار إلى تقييم «سي آي إيه» الخاطئ عام 2002 حول ترسانة الدمار الشامل التي زعمت إدارة جورج دبليو بوش أن العراق يملكها. وحذر كل من كلابر وروجرز من هبوط في معنويات العاملين في مجال الاستخبارات قبل تولي ترامب المنصب.
وتحدث الرئيس المنتخب بعد لقائه مع المسؤولين وعبر عن احترامه الكبير للعمل الذي يقوم به الرجال والنساء في المجتمع الأمني. واعترف ترامب لأول مرة في مؤتمره الصحافي أن روسيا تقف وراء القرصنة على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي.
وقال مسؤول متقاعد لم يذكر اسمه إن المجتمع الاستخباراتي يعيش مزاج «انتظر وشاهد» خاصة أن خيارات ترامب لكل من سي آي إيه ومدير الأمن القومي، بومبيو ودان كوتس تبدو منطقية.
وقال إن تصريحات ترامب لم تساعد ولكن لا يوجد ما يشي بأن هناك حملة استقالات جماعية «لا أحد يخطط للاستقالة أو القفز من الطابق السابع من بناية»، إلا أن غلين كارل، الضابط المتقاعد من سي آي إيه يرى أن الاستقالة هي الرد المنطقي على ترامب حيث تواجه الوكالات الأمنية «أزمة وجودية» نشأت بسبب منظور قريب لخدمة «رجل لا يرى في الحقيقة أمراً مهماً».
مخطئ
وفي السياق نفسه حذر دانيال بنجامين، السفير الأمريكي السابق والذي عمل منسقاً لجهود مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية في الفترة ما بين 2009 ـ 2012 من هجمات ترامب على الأجهزة الأمنية. مؤكداً له ان أي رئيس لا يستطيع إدارة سياسة خارجية بل ويمارس دوره كقائد أعلى بدون دعم المجتمع الأمني له. وأكد في مقال نشره موقع مجلة «بوليتيكو» أن ترامب يخرب على رئاسته قبل بدايتها.
فعادةً ما تكون «سي آي إيه» الأولى التي تقيم علاقة جيدة مع القائد الجديد إلا أن عدم احترام الجواسيس يؤثر على عملهم ومعنـوياتهم كما يقـول السـفير السـابق.
فليس هناك شيء مضر للمجتمع الأمني أكثر من اتهامهم بالتسييس وبل وأسوأ من هذا العمل مع رئيس تنفيذي يعتقد أنه «ذكي» وليس في حاجة للاستماع لكل التقارير اليومية «الموضوعات الكلام ونفسهما». ويعتقد أن تنفير العاملين في مؤسسات الاستخبارات مضر بالأمن القومي وبإرث ترامب نفسه.