قال المدير التنفيذي للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، عزت غنيم، لـ«القدس العربي»، أمس الأحد، إن حالات التعذيب الممنهج تزايدت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 2013، كما زادت بنسبة أكبر منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم وأشار غنيم إلى أن التعذيب الذي يتم رصده مؤخرا في السجون والمعتقلات المصرية، يعتمد بشكل أكبر على التجويع والإهمال الطبي، غير حالات التعذيب بالضرب بالعصي وما شابه ذلك، لافتا إلى أن المعتقلين السياسيين يتعرضون في الآونة الأخيرة لعمليات تعذيب بشعة تفضي إلى الوفاة، ما يعني الاغتيال الممهنج للمعارضين وأصحاب التوجهات السياسية.
وتابع: زاد التعذيب منذ عزل مرسي في 3 يوليو/تموز 2013، وهي لم تتناقص، لجميع الأفراد المقبوض عليهم على ذمة قضايا أو عشوائيا، بينهم فتيات وسيدات، ويدخل في إطار ذلك التجويع والحبس الانفرادي والضرب بالعصي، وجميع المواطنين المصريين الذين يدخلون السجون يتعرضون للتعذيب.
وأشار إلى أن هدف السلطة الرئيسي من تزايد حالات التعذيب بالتجويع والإهمال الطبي المتعمد، هو الوصول بالمعتقل السياسي للموت، وخصوصا في سجني العقرب 1، 2، وخصوصا السجناء الإسلاميين.
في تقرير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات عن انتهاكات عام 2016، رصدت 830 حالة تعذيب بينها 16 حالة لسيدات، وشملت حالات التعذيب في السجون والمحتجزات المصرية 303 وقائع تعذيب بالإهمال الطبي المتعمد، ومن بينها 22 حالة جمعت بين الإهمال الطبي والتعذيب، علاوة على 527 حالة تعذيب بطرق وأساليب متنوعة.
ورصدت التنسيقية 337 واقعة تعذيب في السجون المختلفة، و159 واقعة تعذيب في أقسام ومراكز الشرطة ومديريات الأمن، و101 حالة تعذيب في مقار جهاز الأمن الوطني «أمن الدولة»، إضافة إلى 35 واقعة بمعسكرات قوات الأمن، و6 وقائع في المؤسسات العقابية يمثل الطلاب النسبة الأكبر منها. وبيّنت المنظمة الحقوقية غير الحكومية، التي تأسست في مصر عام 2014، أن 115 حالة تعذيب كانت من نصيب المهنيين من «معلمين ومهندسين وأطباء وإعلاميين ومحامين». وتتصاعد منذ ما قبل ثورة يناير 2011، انتهاكات حقوق الإنسان بالتعذيب في السجون المصرية، مع تنوع وتعدد وبشاعة أنواع التعذيب المستخدمة، خصوصا التي تمارس مع المواطنين في مقار جهاز أمن الدولة، المعلنة والسرية. وقال الكاتب الصحافي والحقوقي محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات الأسبق في نقابة الصحافيين خلال كلمته في المؤتمر السنوي الثالث للحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل، إن التعذيب والوضع البشع للسجون المصرية أصبح أصعب مما يمارس في سجون إسرائيل نفسها بحق الأسرى الفلسطينيين، لافتا إلى أن سجن العزول في مصر تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب.
المصدر: القدس العربي