“قاسم أمين” كاتبٌ وأديبٌ مصري، وأحد أبرز رواد حركة تحريرِ المرأةِ مطلعَ القرن العشرين، ولد عام “1863” وبدأ يكبر ويكبر معه شغفه في العلمِ وتلقيه، حتى حصل على ” الليسانس ” في الحقوقِ وهو في العشرين من عمره.
عمل في المحاماة، لكنه سرعان ما تركها متجهاً نحو فرنسا في بعثة دراسية، متفوقاً بها هناك، وآخذاً من أفكارِ المفكرين الغربيين هناك الكثير، ليعودَ إلى مصرَ حاملاً معه التحررَ والفلسفة والأدب، والتفوق في عمله واصلاً لمنصب مستشارٍ وهو في سن الحادية والثلاثين.
ألّف ودوّن العديد من الكتب والمقالات الصحفية، كان أبرزها وأكثرها ضجةً كتابي “تحرير المرأة” و “المرأة الجديدة” تلك الكتب التي تركت معركةً بينه وبين النقاد، وسوء فهم كبير بين الناس لأفكاره وآرائه.
رأي ” قاسم أمين ” بالمرأة ” قضية حجاب المرأة “، “ربما يتوهم ناظر أنني أرى الآن رفع الحجاب بالمرة، لكن الحقيقة غير ذلك؛ فإنني لا أزال أدافع عن الحجاب، وأعتبره أصلًا من أصول الأدب التي يلزم التمسُّك بها، غير أني أطلب أن يكون منطبقًا على ما جاء في الشريعة الإسلاميَّة، وهو على ما في تلك الشريعة يخالف ما تعارفه الناس عندنا، لما عرض عليهم من حب المغالاة في الاحتياط والمبالغة فيما يظنُّون عملًا بالأحكام حتى تجاوزوا حدود الشريعة، وأضروا بمنافع الأمة”.
(كان موضوع الحجاب وانعزال المرأة عن العالم المحيط وعدم مشاركتها في أنماط الحياة أكثر المواضيع سخونةً بين قاسم امين والنقاد، فأمين يدعو ويدافع عن الحجاب، لكنه يرفض حجبها عن المجتمع وزيادة الغلو في ذلك، ويدعوها للمشاركة والعمل وعدم التخفي عن العالم).
“والذي أراه في هذا الموضوع هو أن الغربيين قد غلوا في إباحة التكشُّف للنساء إلى درجة يصعب معها أن تتصوَّن المرأة من التعرُّض لمثارات الشهوة، ولا ترضاه عاطفة الحياة، وقد تغالينا نحن في طلب التحجُّب والتحرُّج من ظهور النساء لأعين الرجال حتى صيَّرنا المرأة أداة من الأدوات، أو متاعًا من المقتنيات وحرمناها من كلِّ المزايا العقليَّة والأدبيَّة التي أعُدَّت لها بمقتضى الفطرة الإنسانيَّة، وبين هذين الطرفين وسط سنبيِّنه – هو الحجاب الشرعي – وهو الذي أدعو إليه”.
ومن بعض أقوال قاسم أمين عن المرأة أيضاً ” من احتقار المرأة أيضاً أن يسجنها في منزل ويفتخر بأنها لا تخرج منه إلا محمولةً على النعش إلى القبر”، “من احتقار المرأةِ أن يعلن الرجال أن النساء لسن محلاً للثقة والأمانة”، “كلما أردت أن أتخيل السعادة تَمَثَّلَت أمامي في صورة امرأة حائزة لجمال امرأة وعقل رجل”، “يجب أن تربى المرأة على أن تجد سعادتها وشقاءها في نفسها لا في غيرها”.
كانت أفكار قاسم أمين تبنى على هذا الأساس، دعوات لتثقيف المجتمع ونشر الوعي على أن المرأة روح المجتمع وأنها ليست أداةً تحرك كما يريد الرجل، وظل قاسم أمين متبنيا لقضية تحرير المرأة، مناضلا من أجلها حتى توفى فى ليلة 23 إبريل من عام 1908م، بالقاهرة عن عمر يناهز 43 عاما.
بقلم : إبراهيم الخطيب