كتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” وشركاءها في الشرق الأوسط أعدّوا خطة “بديلة” لدعم ما يسمى بـ”المعارضة السورية المعتدلة”، بالأسلحة في حال فشلت المفاوضات بين ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية والمعارضة.
وقالت الصحيفة، إنّ هذه المسألة نُوقشت في اجتماع سريّ بين وكالات الاستخبارات الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط، وذلك على خلفية إعلان التشاور حول وقف إطلاق النار.
كما أشارت الصحيفة، إلى أنّ الهدف ممّا يُسمى بـ”الخطة ب” هو إعطاء الأسلحة لقوات المعارضة، حتى تساعدهم على ضرب مواقع الطائرات والمدفعية للنظام السوري .
وأكدت وكالة الاستخبارات المركزية أنّ الأسلحة سيتمّ تسليمها لحلفائها إذا استؤنف القتال، وذلك للتهدئة وللتحرّك نحو تسوية سياسية في البلاد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي “سيرجي ريابكوف”: “نحن لا نعرف أي شيء عن هذه “الخطة البديلة”، وهذا القرار للولايات المتحدة مخيّبٌ للآمال، لأنها لم تناقشه معنا، ونحن بطبعنا نعمل على وقف الأعمال العدائية”.
وأضاف أنه “إذا كانت “الخطة ب” ستؤدّي إلى عملية عسكرية محتملة، فهذا مدعاة للقلق العميق وخيبة أمل كبيرة، وآمل أن لا يتحقق ذلك”.
فيما قال نائب وزير الشؤون الخارجية الروسية إنّه “في الأيام الأخيرة، هناك سلسلة من الاجتماعات في جنيف ونيويورك، لمسؤولين أمريكيين تدعو “للضغط على روسيا”، وأضاف: “نحن لا نستسلم لأية ضغوط، ونحن نرفض الدخول في مشاكل جديدة مهما كان نوعها”.
ومن جانبه، قال رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية “قسطنطين كوساتشيف” إنّ “”الخطة ب”، تؤكد لنا أنّ البلاد فقدت السيطرة على أراضيها وفقدت السيطرة، على الإرهابيين”، وأضاف أنّ “فقدان البلاد السيطرة على الإرهابيين يرجع إلى التأثير الخارجي الذي ساهم في زعزعة الاستقرار”.
كما أوضح أنه يعتقد أنه إذا كانت المعلومات صحيحة “أي الخطة ب”، فإن ذلك يعني أن حكومة الولايات المتحدة لا تزال تعمل ب”المنطق القديم”، وأنّ المشاكل في سوريا يمكن حلها فقط من خلال تغيير النظام.
وقال زميله، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد، “فيكتور أوزيروف” إنّ “الأمريكيين لا يؤمنون بـ”خطة بديلة”، ولسوء الحظ، في العالم هناك أشخاص ليس لديهم مصلحة في التهدئة، ولا في مواصلة الحوار السياسي الذي سيقام في جنيف.
ووفقًا له، “يجب أن تهدف الإجراءات في الولايات المتحدة ليس “للتحريض”، بل لتهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات في البرلمان السوري، ولتهدئة الوضع السياسي المتوتر في البلاد”.
وأما بالنسبة للخطة الروسية في سوريا، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي، “دميتري بيسكوف”، إن “الجانب الروسي لديه خطة متماسكة تهدف إلى العمل من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للمشكلة السورية، وذلك من خلال مكافحة الإرهاب، وتعزيز السلطات الشرعية السورية”، وأضاف بيسكوف أنّ “عملية التسوية في سوريا يجب أن تكون “شاملة”، أي أن تكون هناك عملية تسوية من الناحية الدينية، وفي المجموعات الوطنية في سوريا”.
وقد حُدّد يوم 27 شباط/فبراير في سوريا، كموعد لتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار، ولإجراء انتخابات المجلس الوطني السوري، الذي يتنافس فيه بين ثلاثة ألاف وخمسة ألاف مترشّح، للفوز ب250 مقعدًا في البرلمان، وصرّح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنّ عملية وقف إطلاق النار لن تشمل المنظمات الإرهابية خلال فترة تنظيم الانتخابات.
جيوبوليتيكا – التقرير