يواصل الرئيس “رجب طيب أردوغان” تحركاته الجيوسياسية. ستشهد تركيا خطوات تحمل أهمية كبرى، من شأنها أن تكون محور اهتمام لدى الجميع خلال السنوات المقبلة.
اتخذ أردوغان قبل أيام قليلة خطوات تحمل أهمية كبيرة في إطار الإستراتيجية البحرية لتركيا. الهدف من ذلك هو صناعة سفينة لحمل الطائرات عبر المحيطات. سيكون تدمير تركيا للممر الأمريكي-الإسرائيلي من خلال العملية التي تجريها في بلدة عفرين السورية الخطوة الجيوسياسية الثانية التي ستتحذها تركيا عقب سابقتها.
أفشلت تركيا مخططات عديدة من خلال عملية درع الفرات، وستغير مصير المنطقة عن طريق عملية عفرين.
الاستراتيجية البحرية:
لا بد من الوقوف عند الخطوات البحرية التي يتخذها أردوغان في الإطار الجيوسياسي-الإستراتيجي. إذ قال الرئيس أردوغان في إطار مشروع السفن الوطنية: “تركيا تصنع حاملات الطائرات”، في حين شارك في إنزال سفينة “قينالي أضا” الحربية إلى المياه التركية قبل أيام قليلة، وأشار إلى التجهيز لصناعة سفينة “إسطنبول فرقتين”خلال المراحل القادمة.
وهناك تصريح للرئيس أردوغان يحمل أهمية كبيرة جداً في هذا الصدد، إذ قال: “سيصبح الجيش الوطني أكثر قوة. لو أننا لم نتابع الاستثمارات المبذولة في إطار الدفاع الوطني، لأصبحنا اليوم غير قادرين على خوض الصراع ضد الإرهاب والقيام بعمليات عسكرية خارج حدودنا نتيجةً للحصار الضمني المفروض على تركيا خلال الـ 15 سنة الأخيرة”.
شركة التنبؤ الإستراتيجي “وكالة الاستخبارات المركزية الظل” تراقب الصناعة الدفاعية التركية:
أصدرت شركة التنبؤ الإستراتيجي بياناً هاماً في خصوص الصناعة الدفاعية التركية، دققت خلاله على الاستثمارات الهائلة لتركيا في الإطار العسكري عامةً، والقوات البحرية على وجه الخصوص ، ذكرت خلاله ما يلي:
“إن تعزيز تجارة الأسلحة في تركيا هو أحد أهداف الرئيس أردوغان التي تحمل أولوية كبيرة. تسعى الحكومة التركية إلى تأسيس صناعة دفاعية فعالة تمتد من المنصات البحرية إلى المشاريع الفضائية. كما تدخل البعض من المشاريع الجارية في هذا السياق ضمن مجال اهتمامات الرئيس أردوغان أيضاً.
قطعت تركيا شوطاً كبيراً في إطار تطوير الصناعة الدفاعية نتيجة طموحها في تعزيز قوة الجيش التركي بما يتماشى مع مصالحها الإقليمية. بدأت تركيا بتأسيس مجمع صناعة عسكري يتوافق مع طموحاتها. كما تقوم بتطوير الصناعة الدفاعية. هذه الخطوات ستساعد أنقرة في تطوير اكتفائها الذاتي، إلى جانب إنعاش الاقتصاد الوطني أيضاً.
تحافظ صفقة السفينة الوطنية “التي تعتبر الصفقة الأكبر لتركيا على مدى التاريخ والمعقودة بقيمة 2 مليار دولار” على استمرارها. كما يتوقع أن تزداد نسبة صادرات الصناعة الدفاعية التركية إلى الضعف عن طريق الصفقات المعقودة مع باكستان وأندونيسيا في إطار تجارة السفن والغواصات وأشياء أخرى عسكرية. وصلت تركيا في إطار الصناعة الدفاعية البحرية إلى مرحلة تجاوز عتبتين هامتين مثل مولدات الطاقة “المحركات” ومنصات الأسلحة داخل السفن”.
يجب أخذ البيان الذي أصدرته شركة التنبؤ الإستراتيجي في خصوص تركيا وأردوغان بعين الاعتبار، نظراً إلى أنها الجهة التي توفر الخدمة للصناعات الدفاعية الأمريكية الأكبر من نوعها، القوات البحرية، وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكية.
الخلاصة:
لا بد من أن تصريح أردوغان حول بدء تركيا بصناعة السفن حاملات الطائرات قد أظهر تأثيره على وزراء الدفاع الإمبرياليين في دول الغرب، والذين يسعون إلى رسم خرائط جديدة في الشرق الأوسط والاستيلاء على مصادر الطاقة الموجودة في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط. لا بد من أنه قطع أنفاس الضباط الأمريكيين، والإنجليز، والفرنسيين والألمان الذي يستعدون لعقد معاهدات سيفر وسايكس-بيكو الثانية.
ترك برس