توفي عصر أمسٍ السبت 20شباط/ فبراير، المرابط المقدسي المعمِّر الحاج بدر الرّجب الرّفاعي عن عمرٍ ناهز ال97 عاما في القدس بعد أن عاش مرابطا مدافعا عن الأقصى.
تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة الحاج الرفاعي، وهو أحد الوجوه البارزة في فلسطين، ويتمتع بعلاقاتٍ وطيدةٍ مع آلاف المواطنين في مسقط رأسه القدس.
وُلِد الحاج الرفاعي في القدس عام 1925 بحسب ما صرّح هو نفسه في لقاء له مصوّر، قال فيه:
“أنا مواليدي 1925، عشت هنا في القدس، جابوني أهلي في القدس، وأنا الوحيد لحالي، شفت الحرب العالمية الثانية، الطيارة ترمي عالماشي تقتل، دخلوا القدس، هجّجوا اللي فيها، يهود، كلها يهود صارت.. الفرض في الأقصى بألف.. بدي أظل في الأقصى، وأموت في الأقصى، وأدافع عن الأقصى بأسناني وأظافري”
يعدّ الرفاعي أحد أعلام العاصمة الفلسطينية “القدس”، وقد عُرِفَ بمواقفه ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى حياته مجاهدا مرابطا، ولم يُعَوِّل يوما على الأنظمة العربية، ولم يرتجِ منها خيرا بحسب ما أفاد مغرّدون.
أكدت المصادر أنّ وفاته كانت طبيعية، وقد نعته الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وهو من الشخصيات المؤثّرة، وكلماته صادقة معبّرة، الأمر الذي جعله يدخل قلوب آلاف المقدسيين.
عُرِفَ بصرخته المشهورة على أبواب الأقصى”أين أنتم ياعرب..وا إسلاماه”، طرق باب الأقصى بعصاه مستنكرا إغلاقه، ومطالبا بفتحه وهو يردد:
“الله أكبر ولله الحمد، حسبي الله ونعم الوكيل، تعالوا يا ملوك العرب، وين الإسلام، وااا إسلاماه”
وقف مرة بوجه الإسرائليين، قائلا:
“حسبي الله عليكم وعلى اللي جابكم، وعلى الزعماء الخونة، ياخذكم مع بعض إن شاء الله، قولوا آمين.. الله ينتقم منكم ومن الزعماء العرب”
ودّع الحاج بدر الرجبي الرفاعي الأقصى الشريف، وانتقل إلى مثواه الأخير، تاركا وراءه ذِكرا طيبا، وتاريخا مشرّفا في مناهضة الاحتلال الإسرائيلي، وصرخةً صدح بها على باب الأقصى لتظل تتناقلها الأجيال بعده جيلا بعد جيل.
في سياقٍ متّصل فقد توفي في كانون الثاني، يناير الماضي غسّان يونس أحد مرابطي الأقصى الشّهير بـ(أبو هريرات الأقصى)؛ بسبب عطفه على القطط الموجودة في ساحات المسجد، عن عمر ناهز ال73 عاما في بلدة عارة شمال فلسطين المحتلة.
ظلال عبود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع