أعلن الديوان الأميري في دولة الكويت اليوم وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وقد أذاع البيان الشيخ علي جراح الصباح وزير شؤون الديوان الأميري في دولة الكويت، وعقب إعلان الوفاة توالت نعي الأمير الراحل من بعض قادة الدول العربية.
وفي يوليو/تموز الماضي، كان الديوان الأميري قد أعلن أن الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح أجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح، وقد سافر الراحل إلى الولايات المتحدة لاستكمال علاجه بعد خضوعه للعملية الجراحية.
وقال مدير مكتب الجزيرة في الكويت سعد السعيدي إن مجلس الوزراء الكويتي في اجتماع لبحث ترتيبات ما بعد وفاة الراحل، كما تعقد الأسرة الحاكمة اجتماعا لترتيب بيت الحكم، وأضاف السعيدي أن المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة في الكويت تنص على أنه إذا “خلا منصب أمير البلاد نودي بولي العهد أميرا، فإذا خلا منصب الإمارة قبل تعيين ولي للعهد مارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة إلى حين اختيار الأمير“.
وبمقتضى المادة المذكورة، يتولى ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح منصب الإمارة. وكان الأمير الراحل قد قرر في 18 يوليو/تموز الماضي أن يتولى ولي العهد الشيخ نواف بعض الاختصاصات الدستورية لأمير البلاد بشكل مؤقت، بعد دخول الأمير المستشفى لإجراء فحوص طبية.
والأمير الراحل هو الحاكم الخامس عشر لدولة لكويت بعد استقلالها عام 1961، وقد تسلّم مقاليد الحكم عام 2006 بعد إمضائه 4 عقود من الزمن وزيرا للخارجية، قبل أن يترأس الحكومة عام 2003، ويظل في المنصب إلى حين تنصيبه أميرا.
نعي وحداد
وعقب إعلان خبر وفاة الشيخ صباح الأحمد توالت تعازي من بعض قادة الدول العربية، إذ نعى ملك الأردن عبد الله الثاني الراحل، وقال في تغريدة “فقدنا اليوم أخا كبيرا وزعيما حكيما مُحبّا للأردن، سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله كان قائدا استثنائيا وأميرا للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوانَ في مساعيه الخيّرة عن بذل كلّ جهدٍ لوحدة الصف العربي، نعزي أنفسنا والشعب الكويتي الشقيق بهذا المُصاب الجلل“.
وأعلن الديوان الملكي الأردني الحداد على أمير الكويت الراحل في البلاط الملكي الهاشمي لمدة 40 يوما، اعتبارا من اليوم.
كما نعى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقال إن الراحل “كان قائدا عظيما وزعيما فذا اتسم بالحكمة والاعتدال وبُعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار والتضامن ووحدة الصف العربي والدفاع عن قضايا أمته العادلة“. وأمر أمير قطر بإعلان الحداد في البلاد لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام.
وأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن ألمه لوفاة أمير الكويت، واصفا إياه بأنه “كان الصوت الصارخ في المحافل الإقليمية والدولية دفاعا عن الحق العربي عموما، وعن القضايا العادلة وفي مقدمها قضية فلسطين“.
وسام أميركي
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح قبل أيام وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى للشيخ صباح الأحمد الصباح، خلال مراسم في البيت الأبيض.
وقال الديوان الأميري الكويتي إن هذا التكريم يأتي اعترافا بالجهود العظيمة والدؤوبة والدور الكبير الذي قاده أمير الكويت في المنطقة والعالم، وتتويجا لعلاقات الشراكة التاريخية والمتميزة بين الكويت والولايات المتحدة.
وترجع هذه المكانة التي تبوأها الشيخ صباح لعمله وزيرا للخارجية على مدى نحو 40 عاما، وهو ما خوله القيام بدور كبير في سياسات الكويت داخليا وخارجيا.
سجل الراحل
وساهم الشيخ صباح كذلك في رأب الصدع بعدة أزمات، أبرزها الأزمة اليمنية والحرب العراقية الإيرانية، مما أثرى تجربته الشخصية وجعله وسيطا مقبولا لدى كل الفرقاء.
واستمرت هذه الوساطة بعد استلام الشيخ صباح الحكم عام 2006، وصولا إلى تسميته قائدا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديرا لجهوده الإنسانية على جميع الصعد.
كما قاد الأمير الراحل وساطة لحل الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو/حزيران 2017، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا.
نقلا عن الجزيرة