يجتمع الجيران كالعادة في صباحاتهم ضمن مخيمات اللجوء، جمعتهم ظروف واحدة، الحرب والتهجير والشتات.
ومع بداية الشتاء تتكرر الأسئلة.. هل اشتريتم مدفأة؟
وماذا تشعلون بها؟
يجيب أبو علاء بيدين مرتجفتين ووجه شاحبٍ من البرد ” البطانية، فنحن لا نملك شيئاً ثمن ما يُشعل المدفأة، لذا فعند البرد الشديد تكون البطانية واللحاف سبيلنا الوحيد للدفء”
يحكي أبو علاء المعاناة والمأساة، كالكثير من سكان المخيمات، الذين لا يقدرون على تأمين الدفء لمنازلهم في هذا الطقس البارد.
أبو أحمد كان أفضل حالاً قليلاً، فاستطاع تأمين مدفأةٍ جديدةٍ، والقليل من الحطب، إضافةً إلى بعض أكياس النايلون والثياب البالية.
فكانت مدفأة الحطب تشتعل في غرفته فتملؤها دفءً وطمأنينة.
“نحرق في تلك المدفأة كل شيء، الثياب البالية، الكرتون، أوراق الزيتون، البيرين، وقليل من الأخشاب والحطب.
نذهب صباحاً أنا وابني أحمد لنجمع القليل من الأغصان المتكسرة من الأراضي المجاورة للمخيم، وبعضاً من أكياس النايلون.
حتى أن أم أحمد لم تعد ترمي القمامة من نايلون وأوراق وباتت تجمعها منذ مدة تحضيراً لفصل الشتاء…”
تعددت وسائل التدفئة هناك، والأوفر حظاً من يملك مدفأة “مازوت” ويقدر على تكاليفها، قديماً لم يكن يستخدم أغلب الناس سوى مدفأة المازوت، لكن غلاء الوقود في الفترة الأخيرة جعلها نادرةَ الوجود في أغلب المنازل..
أو مدفأة “قشر الفستق الحلبي” التي كثر استخدامها في السنوات الأخيرة، لكنها عالية التكاليف بالنسبة للكثيرين.
تعمل تلك المدفأة على “قشور” (الفستق الحلبي، البندق، اللوز، الجوز، والبيرين، ونواة حبة الزيتون) فلم يقتصر عملها على قشور الفستق الحلبي فقط..
يستخدم الناس أيضاً مدافئ تعمل على الغاز لكن غلاء الغاز يقلل من استخدامها أيضاً.
ومدافئ الكاز أيضاً، فالوسائل عديدة والغاية واحدة، تأمين الدفء للعائلة وحمايتها من برد الشتاء القارس.
حالاتٌ من الحرائق والاختناق، حصلت في الآونة الأخيرة، جراء استخدام الوسائل البدائية في التدفئة والطبخ، كما حدث في مخيم “الهول” في الحسكة ومخيم “البل” في صوران اعزاز بريف حلب الشمالي، وتتزايد الخطورة مع اقتراب فصل الشتاء، وكثرة استخدام تلك الوسائل في التدفئة.
إبراهيم الخطيب