كافئت وزارة الأوقاف في نظام بشار الأسد، اليوم، قوات النظام على ما فعلوه في سورية، وقدمت لهم كتاباً حمل عنوان “يا شهيد يا منصور ..الشهداء حماة الوطن وحراس العقيد”، وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” أن هذا الكتاب قدمته الوزارة “تقديراً لبطولات جيشنا الباسل وتضحيات شهدائه الأبرار الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم فداءً للوطن”، على حد تعبيرها.
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية قتلت قوات النظام آلاف المدنيين السوريين واعتقلت عشرات الآلاف الآخرين، كما شاركت في حصار السكان بالمدن الخارجة عن سيطرة قوات النظام، وهو ما اعتبره ناشطون سوريون أن في مكافئة الوزارة لقوات النظام استفزاز لمشاعر السوريين وتسخير الوزارة لخدمة النظام.
وبحسب “سانا” قدمت الوزارة الكتاب ممثلة بوزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد وكبار علمائها إلى وزارة الدفاع، بحضور وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج ورئيس هيئة الأركان العامة العماد علي أيوب.
وقال الوزير السيد: إن “جنودنا البواسل الذين يحققون الانتصارات على الإرهاب التكفيري هم حصون الأمة وعز الدين. كتاب يا شهيد يا منصور هو من إنتاج علماء سورية وتأكيد على امتزاج مداد العلماء بدماء شهداء وأبطال جيشنا الباسل” على حد قوله.
من جانبها اعتبرت الناشطة السورية المعارضة “نهاد القبيسي” أن وزارة الأوقاف تأسست لخدمة نظام الأسد لتتماشى مع السياسة الحاكمة، فهي تمتهن عملها بجدارة بإصدار الفتاوى خدمة للنظام، وأضافت أنه قبل الثورة السورية كانت وزارة الأوقاف عبارة عن مركز أمني ووزارة للرقابة والتفتيش على المنهج الذي يدرس للسوريين في الجوامع والمراكز الدينة.
ورأت أيضاً أن “هذا يتماهى مع القيود المفروضة من قبل النظام، حيث وزارة الأوقاف في سورية تتنافى مع الوقف الاسلامي الصحيح الذي أعده الاسلام لخدمة دينه العظيم وتسخير ذلك للمسلمين”.
وبدوره يرى الناشط “أبو حذيفة” أن المؤسسة الدينية في سورية أصبحت مسيسة، وتقتصر أعمالها على خدمة مصالح النظام، الأمر الذي أفقدها جوهرها الأساسي المستمد من تعاليم الإسلام التي تشدد على حرية الأفراد وحقهم بالحياة.
ويتساءل “أبو حذيفة” “كيف تبيح وزارة الأوقاف وتحلل أعمال قوات نظام الأسد؟”، وأضاف “هل علينا أن نشكر من يملكون الطائرات التي قصفت مئات العائلات، أم ممن يقصفون أهلنا وأطفالنا المدنيين بالدبابات والصواريخ؟”، كما يبدي استغرابه من اعتبار الوزارة لقوات النظام أنها “حصن الأمة”، وقال: “لماذا لا تدخل هذه القوات الباسلة الأغذية والأدوية لمئات العائلات المحاصرة في الغوطة الشرقية؟”.
فيما وصف الناشط “أبو عمر الحمصي” من في وزارة الأوقاف بـ”شيوخ السلطان”، وقال إنهم على استعداد لتحليل الحرام وتحريم الحلال، لافتاً إلى أن القوات التي تتحدث الوزارة عن تكريمها هي عبارة عن “عصابات دمرت سورية وقتلت الشعب”.
يذكر أن نظام الأسد يواجه منذ منتصف مارس/ آذار 2011 ثورة شعبية ضده، وأدى اعتماده على الخيار العسكري إلى جر البلاد لمعارك دموية ترافقت مع قصف على المدن السورية، ما أسفر عن سقوط أكثر من 200 ألف شخص.