في شباط عام 1981 اعتُقل الشيخ محمد مجاهد شعبان، على إثر الأحداث الثورية التي قامت ضد حافظ الأسد.
شهدت سوريا وقتئذٍ بحرا من الدماء، وفنونا من التعذيب، مارسها حافظ الأسد على السوريين.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة!!
كان من بين المعتقلين شيخ اسمه محمد مجاهد شعبان. وضع في السجن.
تكلّف مهمة انتزاع الاعترافات منه، عمر حميدة، رئيس فرع أمن الدولة في حلب، الشخص الذي لا يجهله حلبي، فضلا عن سجين.
أشرف “عمر حميدة”، على تعذيب محمد مجاهد شعبان، ابن حيّه (باب النيرب) وعشيرته التي ينتميان إليها (عشيرة السّخّانة).
حفلة تعذيب “صاخبة” مارسها ضابط الأمن حميدة على شعبان المكبل بالقيد، صبّ جام غضبه وحقده على شعبان، فأتى بفأس لتقطيع الأخشاب، وضرب بها أرجُل شعبان فهشم عظمها وفتته، وأصوات الشيخ شعبان وصراخه من الألم، لا يجد لقلب حميدة، لابن حيه وعشيرته سبيلا.
تفنن عمر بتعذيب شعبان لينتزع منه اعترافات على أصدقائه وممن كان معه، إلا أن كل فنون التعذيب التي مارسها رجل الأمن على الشيخ المقيد، لم تجدِ نفعا، ولم يعترف شعبان بشيء، تحمل التعذيب، ولم يستطع تحمل الإقرار والإخبار عن إخوانه الذين كانوا معه .
لجأ حميدة عندها لطريقة مختلفة، هدد الشيخ شعبان رحمه الله قائلاً:
” ما رح تحكي؟
والله لأجيب مرتك وألبّسها بنطلون وأحطّها على الدولاب”!.
فقال له شعبان مستجديا ومعتبرا للقرابة التي بينهما: أبو محمد عرضي عرضك.! – وهناك قرابة نساء بين عائلة الشيخ مجاهد شعبان وعائلة عمر حميدة.
ما لفظ شعبان بهذه الكلمات، حتى رمى حميدة قلم الرصاص من يده على الأرض غاضبا، وأسرع باتجاه شعبان، لم يتحمل أن يستجديه شعبان بصلة القربى بينهما، فما كان منه إلا أن “شتم شعبان بدينه” بغضبٍ وصراخٍ ملأا الزنزانة !! .
أُتي ضابط الأمن حميده بزوجة الشيخ شعبان إلى الفرع، ووضعها في غرفة قريبة تسمعُ فيها صوتَ زوجها وهو يُعذّب. لم يكن لدى المرأة سوى البكاء والانهيار التام أمام صرخات زوجها وأناته، وهي تسمعه يتألم من شدة التعذيب.
تعمد عمر حميده زيادة العذاب لشعبان، وليضغط عليه مستغلا بكاء زوجته واستجداءها، لكن شعبان لم يتحمل التعذيب الهائل، فنُقل إلى المستشفى تلك الليلة، وبقي فيها 21 يوماً!
رأى أحد السجناء الضابط حميدة يُعذّب رجلاً، حتى قطع رجله بضربة واحدة بفأس حاد!.
جريمة نقلت عن حميده، كانت بتعذيبه للشيخ (سَحْبَانْ طرّاب)، وهو أحد أقران وأصدقاء الشيخ مجاهد شعبان: وضع حميدة سيخ حديد ودسّه في عرق عنق طراب، فخرّ صريعاً على الأرض مباشرة وقتل رحمه الله.
يقول محمد سرحيل كاتب هذه الأحداث، ” ولو جاز لي أن أُسَميّ من حدّثني بهذه القصص عن الشيخ مجاهد وبعض أقرانه، ومن شهدوها لذكرت ذلك، إلا إن إجرام آل الأسد يمنعني من ذكر أسماء الشهود”.
قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع