نيويورك تايمز:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الولايات المتحدة مستاءة من عدم تحرك تركيا إزاء التقدم الذى أحرزه تنظيم داعش. وذكرت الصحيفة أنه مع تقدم مقاتلى داعش فى بلدة كوبانى الواقعة على الحدود التركية السورية، فإن خطة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمحاربة التنظيم المسلح دون أن يتم جره لعمق الحرب الأهلية السورية قد أصبحت تحت ضغوط حادة. وبينما كانت القوات التركية تراقب القتال فى كوبانى من خلال السياج الحدودى، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان “إن البلدة على وشك السقوط فى يد المقاتلين الأكراد وحذر من حمام دم وشيك لو لم يتم تعزيزهم، وهى المخاوف التى تشاركها فيه الولايات المتحدة”. إلا أن أردوغان قال أمس أيضا “إن تركيا لن تنخرط فى الصراع بدرجة أعمق ما لم توافق الولايات المتحدة على تقديم دعم أكبر للمعارضة التى تحاول الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد”، وهو ما زاد التوتر مع الرئيس أوباما الذى يريد من تركيا القيام بعمل أقوى ضد داعش وأن تترك المعركة ضد الأسد جانبا الآن. ورفض أردوغان أيضا المناشدات المطالبة بإرسال قواته عبر الحدود فى ظل غياب حظر جوى لمحاربة القوات الجوية السورية. وقالت نيويورك تايمز “إنه حتى مع تصعيد حملة الضربات الجوية ضد داعش أمس الثلاثاء”، فإن إدارة أوباما كانت محبطة ما تعتبره أعذار تركيا لعدم القيام بعمل عسكرى.. ويلاحظ المسئولون على سبيل المثال أن التحالف الذى تقوده أمريكا، وبثقل الغارات الجوية التى يشنها، قد فرض بشكل فعال حظرا جويا على شمال سوريا، لذا فإن مطالب أردوغان بمثل هذه المنطقة جوفاء. ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع بالإدارة الأمريكية قوله عن تركيا إن تلك ليست الطريقة التى تتصرف بها دولة حليفة عضو بالناتو، فى الوقت الذى يتكشف فيه الجحيم على بعد رمية حجر من حدودها. وكان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى قد أجرى العديد من المكالمات الهاتفية فى الأيام الثلاثة الماضية مع رئيس الوزاء التركى أحمد داود أوغلو ونظيره التركى مولود جاوش أوغلو لمحاولة حل أزمة الحدود، حسبما أفاد مسئولون أمريكيون. وأوضحت نيويورك تايمز أن الخلاف مع تركيا بالنسبة لأوباما قد يقوض جهوده لبناء تحالف من الدول السنية لمحاربة داعش، وفى حين أن تركيا لن تكون الدولة الوحيدة التى تضع الإطاحة بالأسد فى المقدمة قبل هزيمة داعش، فإن البيت الأبيض يؤكد بقوة على أن التهديد الحالى قادم من المسلحين.. لكن لو ظلت تركيا رافضة، فقد يسبب ذلك تشققات أخرى فى التحالف. فتركيا ليست فقط دولة حليفة بالناتو، بل هى المعبر الرئيسى للأجانب الساعين للانضمام لصفوف داعش.