سعى المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني لـ «طمأنة» المعارضة السورية بالقول إن «الانتقال السياسي» الذي تتحدث عنه أميركا هو «انتقال بعيد من (الرئيس) بشار الأسد» ويتضمن تشكيل «حكومة تستطيع إنهاء الصراع وقيادة سورية وكل شعبها بطريقة تتسم بالصدقية»، في وقت أفيد بارتياح أنقرة لعدم إشارة وثيقة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في وثيقته لمبادئ الحل، إلى «الفيديرالية» أو اللامركزية اللتين أسسهما قطب كردي شمال سورية وشمالها الشرقي.
جاء كلام راتني في بيان صدر بعد تسريب «الهيئة التفاوضية العليا» المعارِضة الوثيقةَ التي سلمتها إلى دي ميستورا لاحتواء احتجاج معارضين، للقول إن وثيقة المبعوث الدولي ذات الـ١٢ نقطة لم تتضمن فقرات اقترحتها المعارضة وتخص «ألا يكون للأسد دور خلال المرحلة الانتقالية وأن يتم تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة».
وكانت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بعد محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو الخميس، قوله إن الولايات المتحدة تفهّمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الأسد في الوقت الراهن. وأضاف تعليقاً على زيارة كيري موسكو ومحادثاته مع القيادة الروسية: «إلى حد بعيد… العملية السياسية الحالية أصبحت ممكنة، لأن موسكو وجدت تفهماً في واشنطن على المدى البعيد لموقفنا الأساس بأنه ينبغي ألا تطرح قضية مستقبل الرئيس السوري على جدول الأعمال (بالمفاوضات) في المرحلة الحالية».
وقال راتني أمس، إن وثيقة دي ميستورا «تفسح المجال أمام مطالب الشعب السوري والفصائل الثورية من دون التفريط بثوابت الثورة أو فرض أي نوع من أنصاف الحلول»، لافتاً إلى أن حديث الوثيقة عن «انتقال سياسي» قد يؤسس لـ «تحول نوعي في موقف النظام من الحل في سورية لما فيه مصلحة المعارضة».
وقال إن الجولة المقبلة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة في جنيف في بداية الشهر المقبل، ستركز على «الانتقال السياسي»، موضحاً أن «نوع الانتقال السياسي ليس شيئاً غامضاً وإنما هو انتقال بعيد من الأسد ( للوصول إلى) ما هو أفضل، أي حكومة تستطيع إنهاء هذا الصراع وقيادة سورية وكل شعبها على نحو يتسم بالصدقية».
ولوحظ أن وثيقة دي ميستورا لم تتضمن أي إشارة إلى إقرار مبدأ «اللامركزية أو الإدارات المحلية»، وذلك تحسباً من الفريق الدولي من أن يُفهم منه دعم لمشروع قطب كردي بتأسيس «فيديرالية» شمال شرقي سورية. وعدم الإشارة إلى «الفيديرالية» أدى إلى ارتياح الوفد التركي.
ونقلت وسائل إعلام تركية أمس، عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله: «الدول الفاعلة في سورية تريد تقسيم المنطقة، كما قسمتها في اتفاقيتي سايكس- بيكو وسان ريمو، ونحن نحاول بذل كافة جهودنا الممكنة للحيلولة دون نجاح هذه الدول من تحقيق مآربها التي تضر بالمصلحة العامة للمنطقة وتركيا».
وأكد أوغلو للصحافيين الذين كانوا برفقته أثناء رحلته إلى بروكسيل الأسبوع الماضي، أن «تركيا تقاوم هذه المخططات، ولن تسمح إطلاقاً بتطبيقها في المنطقة»، مضيفاً: «ولكن يجب علينا الاعتراف بأننا لا نستطيع إجهاض هذه الخطط وحدنا، بل نحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وفير من إخواننا في المنطقة».
إلى ذلك، عبّر البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة عيد الفصح لدى الكنائس التي تتبع التقويم الغربي عن أمله بأن تحمل المفاوضات حول سورية، السلام إلى هذا «البلد الممزق» مندداً في الوقت ذاته بـ «رفض» المهاجرين.
الحياة