قــــراءة فــي الـصحـف
نشرت صحيفة “لـوفيغـارو” الفرنسية تقريرا؛ تناولت فيه حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إحياء السلام في سوريا من خلال مفاوضاته مع كل من تركيا وإيران، وفي المقابل تم إقصاء الولايات المتحدة الأمريكية ووضعها خارج اللعبة.
وقالت الصحيفة في تقريرها، “إن بوتين عبّر عن استعداده للتوصل إلى حلول من أجل وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، بعد استئنافه في مدينة حلب.
ونقلت الصحيفة عن بوتين قوله يوم الجمعة الماضي، خلال رحلته إلى اليابان لبحث قضية في جزر الكوريل التي تعتبرها اليابان محتلة من قبل روسيا: “لقد حان الوقت للانتقال إلى حل سياسي لتسوية النزاع السوري”.
وذكرت الصحيفة أن روسيا، بعد أن دعمت قوات النظام السوري وأشرفت على إجلاء المدنيين، فإنها على استعداد للانتقال إلى “الخطوة التالية، وهي السعي لإعلان وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.
وقالت الصحيفة إن زعيم الكرملين يسعى لفرض نفسه باعتباره “صانع السلام” في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعمل موسكو الآن على مناقشة الوضع في حلب مع اثتنين من شركائها، وهما إيران وتركيا.
وأكدت الصحيفة أن الوقت حان لتفهم موسكو أن التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يوصل إلى أية حلول للأزمة السورية، لهذا فهي مجبرة على إشراك جهات إقليمية فاعلة في هذه القضية.
وأوردت الصحيفة رأي نيكولاي كوجانوف، من مركز كارنيغي في موسكو، الذي قال: “النهج الذي يعتمده بوتين منطقي. لقد فهمت موسكو أخيرا أن التنسيق الثنائي مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ناجعة”.
وقالت الصحيفة أن بوتين اقترح إجراء المحادثات في أستانا، عاصمة كازاخستان، الحليف الرئيسي لروسيا في آسيا الوسطى، وقد استضافت الجمهورية السوفياتية السابقة لقاءات لمعارضين مقربين من موسكو؛ مع النظام السوري.
وقالت الصحيفة إن السؤال المطروح هنا يتمحور حول دور دول الخليج في القضية السورية، وخاصة المملكة العربية السعودية، وغيرها من الجهات الفاعلة في الأزمة السورية التي تعارض الدعم الروسي للنظام السوري.
بدوره نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مقابلة مع مستشار روسي لمبعوث الأمم المتحدة في سوريا، حيث قال إن بلاده أخبرت بشار الأسد بأنه لا يمكن فرض حل عسكري في سوريا، على الرغم من إعلان النظام السيطرة على القسم الشرقي من حلب.
وقال البروفسور فيتالي نومكن، رئيس معهد الدراسات الشرقية في موسكو، إن روسيا ستواصل ضغطها على الأسد من أجل القبول بإنشاء حكومة وحدة وطنية يكون من بينها أعضاء من المعارضة، دون أن يحدد صفة هذه المعارضة.
وذكر الموقع، أن نومكن هو أحد أربعة من كبار المستشارين السياسيين للمبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وقد حاول التوسط بين عدد من الأطراف الفاعلة في الصراع السوري في تموز/ يوليو 2014.
وقال نومكن إنه يؤمن بأن الأسد يرغب في خلق جو من التوافق في الجولة القادمة من محادثات السلام، بعد استعادته ثاني أكبر مدينة من يد المعارضة.
وأضاف: “آمل أن لا يتردد، وأن يكون أكثر استجابة لضغوط الدوائر الانتخابية والشعب السوري المقسم، وأن يكون أكثر استجابة لضغوط شركائه، وأن يتقبل التسويات السياسية”.
وأعرب نومكن عن رفضه وجهة نظر العديد من المحللين؛ الذين رأوا أن تقدم الأسد في حلب سيزيد من صلابة موقفه، وسيغريه باستعادة كل شبر من يد معارضيه. واعتبر، أن الأمر على النقيض من ذلك، حيث أن “الأسد خاضع لشركائه، خاصة روسيا التي ساعدته على كسب معركة حلب”.
أما عن فكرة إقامة أقاليم فيدرالية في سوريا، اقترحها بعض المسؤولين الروس، قال نومكن إن هذا الأمر مرفوض من قبل النظام السوري. ولكنه سارع بالتوضيح بأن الرأي العام في روسيا يرى ضرورة وجود نظام لا مركزي، فالمجتمع السوري متنوع ويجب أن يعيش في إطار توافقي، ليس من ناحية عرقية فقط، ولكن أيضا بما يحمي حقوق الأقليات في كل مكان في سوريا، على حد قوله.
المركز الصحفي السوري _ صحف