واشنطن – كشفت مصادر أن اعتراض إسرائيل على التفاهمات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا حول الخروج بترتيبات أمنية أنشأت في الأسابيع الأخيرة عدة “مناطق لخفض التوتر” في سوريا، بات جديا وينذر بإمكانية إطلاق تل أبيب عملا عسكريا واسعا في سوريا.
وقالت المصادر إن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تحفظه على المنطقة التي جرى التفاهم حولها بين واشنطن وموسكو في عمان تتسق مع معطيات وتقارير خرجت بها أجهزة أمن إسرائيلية تتحدث عن نموّ خطر على أمن إسرائيل في الداخل السوري.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن توجه وفد أمني يمثل مجموعة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويضم رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، إلى الولايات المتحدة لمناقشة الوضع الأمني في سوريا.
وسيصل الوفد إلى واشنطن في وقت لاحق هذا الأسبوع، وسيجتمع مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ماكماستر والموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جازون غرينبلات وعدد آخر من كبار المسؤولين الأميركيين.
وتقول المصادر إن الاجتماعات لن تناقش مسألة المفاوضات مع الفلسطينيين بل شؤون الأمن المتعلقة بسوريا ولبنان. وتتحدث المعلومات عن أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ساهم في ترتيب هذه الزيارة.
والأربعاء، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كشفت عن منشأة عسكرية في شمال غربي سوريا رجحت المعلومات بأن تكون مصنعا لإنتاج صواريخ طويلة المدى.
وأظهرت صور خاصة التقطتها أقمار صناعية تابعة للجيش الإسرائيلي للمنطقة المزعومة أن هذه المنشأة ربما تكون مصنعا للصواريخ قيد الإنشاء يتم بناؤه بإشراف إيران وبحماية من الجيش السوري.
وقال تقرير إسرائيلي إن المنشأة تعمل بإشراف إيراني وتقع قرب بلدة بانياس القريبة على البحر المتوسط.
ورجح خبراء أن المكان سيكون مخزنا للصواريخ الكبيرة صاحبة المدى الطويل، بالإضافة إلى مصنع خاص بالصواريخ اعتبر الخبراء أن هندسته متقاربة مع هندسة المنشآت العسكرية في إيران.
وتأتي زيارة الوفد الإسرائيلي، حسب مراقبين في واشنطن، لتستكمل التحذيرات التي أطلقها نتنياهو من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، لا سيما في سوريا، وأن الهواجس الإسرائيلية تلاقي تلك التي يعبر عنها ترامب نفسه في مقاربته لشؤون العلاقة مع طهران.
وتوقعت تقارير أن تتم مناقشة إمكانية قيام إسرائيل بإجراءات عسكرية خاصة ضد الخطر الذي يمثله حزب الله وبقية التشكيلات الإيرانية في سوريا ولبنان. ولم تفصح التقارير عمّا إذا كان شنّ حرب هو من الخيارات الإسرائيلية المطروحة في هذا الصدد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد شدد على أن مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا لا تأخذ بعين الاعتبار تعاظم الخطر الأمني ضد إسرائيل. واعتبر أن إخراج تنظيم داعش يقابله دخول مكثف للقوات والميليشيات التابعة لإيران إلى سوريا.
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح بتواجد عسكري لإيران ولميليشياتها، وخصوصا حزب الله في سوريا، مهددا بـ”فعل أي شيء لمنع ذلك وحماية أمن إسرائيل”.
صحيفة العرب