بعد سبات طويل غرق به الدب الروسي منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991، دشنت روسيا أولى حروبها الخارجية منذ ما يربو على 24 عاماً، حيث وجهت أولى ضرباتها في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي ضد أهداف يسيطر عليها ثوار سوريا، زاعمة أنها استهدفت مقرات لتنظيم “الدولة”.
يقول محللون: لا شك أن لروسيا أهدافاً ومصالح عدة من هجومها على سوريا؛ ليس أكبرها إنقاذ حليفها الأسد، وليس أدناها استعادة شيء من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، أو الظهور بمظهر الندّ القوي للولايات المتحدة، وما بين هذا وذاك، يبدو أن لموسكو مصلحة في إخراج أسلحتها من المستودعات لإجراء بعض التجارب على مداها وجدواها وفاعليتها وقدرتها التدميرية، لا سيما تلك الأسلحة الجديدة التي طورتها بعد انتهاء الحرب الباردة، ولم يتسن لها بعد استعراضها وتقديمها لمشتري السلاح الكثر في دول العالم بعد تجربتها.
حتى الآن، ونحن في مطلع اليوم 12 من أيام التدخل الروسي في سوريا، كشفت الهجمات الروسية عن ثلاثة أنواع من الأسلحة الجديدة استخدمتها موسكو ضد أهداف في سوريا.
– المقاتلة Su-34
وفقاً لـ”مايكل كوفمان”، المحلل بمركز التحليلات البحرية الذي يقيم في الولايات المتحدة، فإن روسيا تملك في سوريا 34 طائرة ذات أجنحة ثابتة في مدينة اللاذقية، وهي خليط من الطائرات القديمة والحديثة؛ من بين أحدثها طائرة من طراز Su-24M2، وهي قادرة على إجراء مجموعة كاملة من المهام منها القصف والدفاع عن نفسها في الهواء.
وأكد كوفمان، في حديث لقناة “بي بي سي” نشر مؤخراً، أن الطائرة المقاتلة Su-34 لم تشارك في أي حرب خاضتها روسيا مطلقاً، ولفت إلى أن “موسكو لا تريد استخدامها في الحرب فحسب، لكنها تريد تجربتها في واقع الأمر”.
– صواريخ كروز بعيدة المدى
وشنت روسيا هجمات بصواريخ كروز بعيدة المدى على أهداف في سوريا، من سفنها الحربية الموجودة في بحر قزوين، على بعد 1500 كيلومتر، سقطت 4 منها في إيران.
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن أربع سفن حربية أطلقت 26 صاروخ كروز من البحر على 11 هدفاً، زاعماً أن هذا القصف أدى إلى تدميرها.
وكروز كاليبر(Kalibr-Nk) هو صاروخ معد للهجوم البري، ويعادل صاروخ “توماهوك” الذي تستخدمه البحرية الأمريكية الذي يبلغ مداه 2600 كيلومتر.
ولا يبدو أنه يوجد سبب لاستخدام روسيا بوارجها البحرية لقصف صواريخ ضد أهداف في سوريا، عابرة مسافات هائلة فوق إيران والعراق، رغم وجود قواعد عسكرية لها في اللاذقية تحوي ما يكفي من الطيران الحربي، سوى أنها تسعى لتجريبها واستعراض قوتها من خلالها.
وأظهرت وسائل إعلام روسية، من بينها قناة “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية، احتفاءً كبيراً بما اعتبرته “إنجازاً فاجأ الغرب”، مشيرة إلى أن صاروخ “كاليبر” جديد كلياً ويستخدم للمرة الأولى في العمليات الحربية.
لكنّ الاحتفاء الروسي انتكس بإعلان واشنطن أن أربعة صواريخ من طراز كروز كاليبر أطلقتها روسيا من بحر قزوين سقطت في إيران، وهو ما ظهر تأكيده في أنباء ذكرتها وكالة “إيرنا” الإيرانية للأنباء، التي تحدثت عن سقوط “جسم طائر” في إحدى القرى الإيرانية، مشيرة إلى أن وقع سقوطه وانفجاره كان مدوياً.
ويؤكد هذا أن صاروخ كروز الروسي “المفاجأة” ما يزال قيد التجريب وتحت الاختبار.
– قنابل عنقودية جديدة
ومن أوائل آلات الدمار التي جربتها روسيا في سوريا، نوع جديد من القنابل العنقودية، بثّ نشطاء الثورة السورية صوراً تظهر قصف الطائرات الحربية الروسية لقراهم به، وصوراً أخرى لقنابل لم تنفجر.
https://twitter.com/HakemAlOmar/status/650772505205059584
الخليج أونلاين