تشهد المواجهة بين إيران وإسرائيل تصعيدًا خطيرًا منذ 13 يونيو 2025، بعد ضربة إسرائيلية استهدفت منشآت وشخصيات إيرانية بارزة، أعقبت إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران انتهكت التزاماتها النووية. وقد ردت إيران بإعلان حالة الحرب وشن هجمات صاروخية ومسيرات على مواقع داخل إسرائيل.
أبرز التطورات:
إسرائيل شنت ضربة استباقية دقيقة أدت إلى مقتل شخصيات بارزة، مثل:
اللواء حسين سلامي (قائد الحرس الثوري)
الجنرال محمد باقري (رئيس الأركان)
العميد أمير علي حاجي زاده (قائد القوات الجوية بالحرس الثوري)
فريدون عباسي (رئيس منظمة الطاقة الذرية السابق)
علماء مثل محمد مهدي طهرانجي
استهدفت الضربات الإسرائيلية أيضًا منشآت نووية وعسكرية حساسة. والخسائر البشرية في إيران بلغت 322 قتيلًا مدنيًا وأكثر من 1250 جريحًا.
الرد الإيراني:
شنت إيران هجومًا صاروخيًا ومسيرًا مكثفًا باستخدام:
– صواريخ “عماد”، “قدر”، “خيبر شكن”، “فتاح”، و”فتاح 2”
– مسيرات “مهاجر 10″ و”شاهد 136”
الأهداف داخل إسرائيل شملت:
– ميناء حيفا وخطوط النفط
– وزارة الدفاع (الكرياه) وسط تل أبيب
– معهد وايزمان العلمي
– قاعدة نيفاتيم الجوية
– مصانع ومحطات كهرباء
– مناطق سكنية في عدة مدن مثل تل أبيب وقيسارية.
ورغم اعتراض الدفاعات الإسرائيلية لغالبية الهجمات، فإن حجم الضربات المتبادلة، وقوة الشخصيات المستهدفة، والتدمير الواسع للبنية التحتية، يشير إلى أن الطرفين دخلًا فعليًا في مرحلة حرب مباشرة وشاملة، تتجاوز المواجهات بالوكالة التي استمرت لسنوات.
الخسائر الإسرائيلية:
قُتل ما بين 16 و18 إسرائيليًا في الهجوم الإيراني. أُصيب أكثر من 370 شخصًا. 11 قتيلاً سقطوا في الضربة الأولى، ثم ارتفع العدد بعد انتشال جثث من تحت الأنقاض.
إسرائيل واجهت ضعفًا في الاستعدادات المدنية مثل نقص الملاجئ وإغلاق مطار بن غوريون دون بدائل للنقل.
الهجوم الإيراني:
إيران أطلقت أكثر من 250 صاروخًا باليستيًا ومئات المُسيّرات الانتحارية، والهجوم يعد الأكبر من نوعه بين الطرفين.
الدفاعات الإسرائيلية فشلت في صدّ الهجوم بالكامل رغم تعدد الطبقات الدفاعية (القبة الحديدية، مقلاع داوود، حيتس، باراك ماجن).
الدور الأمريكي:
إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة تنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، خاصة “فوردو”.
البيت الأبيض رفض الانخراط المباشر وفضل تقديم دعم دفاعي محدود.
واشنطن أكدت أنها لن تشارك في الحرب إلا إذا تعرضت مصالحها لهجوم مباشر.
تصريحات ترامب (16 يونيو):
أصدر تحذيرًا شديدًا لإيران، ودعا إلى إخلاء العاصمة طهران فورًا.
نشر على “تروث سوشيال” قائلاً إن إيران “ضيّعت الفرصة” وعليها ألا تمتلك سلاحًا نوويًا.
التغريدة أعيد نشرها من حساب البيت الأبيض، في تصعيد لافت في اللهجة الأمريكية.
التقارير المتعلقة بمحطة “فوردو” الإيرانية وتطورات الهجوم الإسرائيلي المحتمل:
أولًا: خصائص محطة فوردو النووية
الموقع: تقع على بعد 30 كم شمال شرق مدينة قم الإيرانية.
الإنشاء والاكتشاف: بدأ بناؤها عام 2006–2007، وكُشف عنها في سبتمبر 2009.
الوظيفة الأساسية: تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح بين 5% و20% لأغراض طبية وصناعية.
عدد أجهزة الطرد المركزي: نحو 3000 جهاز موزعة على 16 سلسلة.
تحول الوظيفة: وفقًا لاتفاق 2015 النووي، تم تحويلها لمركز أبحاث لتخصيب النظائر المستقرة.
ثانيًا: تطورات مثيرة للقلق
مارس 2023: اكتشاف يورانيوم مخصب بنسبة 83.7%، ما أثار قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يونيو 2024: إيران تقرر زيادة قدرة الطرد المركزي بثلاثة أضعاف في المحطة.
يونيو 2025: تعرض المحطة لهجوم إسرائيلي، وإيران تعلن عن أضرار محدودة فقط.
ثالثًا: صعوبات الهجوم الإسرائيلي على فوردو
العمق الكبير: تقع على عمق 80–90 مترًا تحت الأرض.
التحصينات: المحطة محمية بجدران خرسانية وفولاذية وأنظمة دفاع جوي.
القيود العسكرية الإسرائيلية:
تمتلك طائرات F-35 القادرة على حمل أسلحة مخصصة للاختراق، لكنها لا تملك قنابل “بونكر باستر” الأمريكية القادرة فعليًا على اختراق التحصينات العميقة.
الاعتماد على واشنطن: إسرائيل قد تحتاج إلى مساعدة أمريكية مباشرة أو تزويدها بأسلحة متقدمة لتدمير المحطة بالكامل.
رابعًا: الموقف الدولي – باكستان
موقف قوي من الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
وزير الدفاع الباكستاني “خواجه آصف” أعلن دعمًا كاملًا لإيران “بكل الوسائل الممكنة”، مشددًا على الروابط التاريخية بين البلدين.
التوتر الإقليمي والدولي في ظل الحرب بين إيران وإسرائيل:
1. العلاقات الإيرانية-الباكستانية:
سبق أن تبادلت إيران وباكستان ضربات عسكرية في يناير 2024.
العلاقة بين البلدين متقلبة، لذا من غير المرجح أن تدعم باكستان إيران عسكريًا، لكنها قد تتبنى موقفًا دبلوماسيًا محايدًا يدعو للتهدئة.
2. موقف كوريا الشمالية:
أعلنت دعمها الكامل لإيران، وأكد الزعيم “كيم جونغ أون” أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام “العدوان الصهيوني”.
دعا إلى تعزيز التعاون العسكري مع طهران وزيادة إنتاج الأسلحة، ما يشير إلى استعداد محتمل لتقديم دعم فعلي.
3. الموقف الفرنسي:
أكد الرئيس “ماكرون” دعم فرنسا لإسرائيل دفاعيًا، مع نفي أي مشاركة في عمليات هجومية ضد إيران. كما وصف السعي الإيراني لامتلاك السلاح النووي بأنه تهديد وجودي.
تدخلت فرنسا عسكريًا واعترضت طائرات وصواريخ إيرانية فوق الأردن، ما يعكس تحولًا في سياستها العسكرية الإقليمية.
4. المواقف العربية:
السعودية والإمارات: أدانتا الاستهداف العسكري دون تسمية إسرائيل، ودعتا إلى التهدئة.
قطر: استنكرت الهجوم الإسرائيلي واعتبرته انتهاكًا لسيادة إيران، وطالبت بحل سلمي.
الأردن: نفى السماح باستخدام مجاله الجوي، مؤكدًا عدم التورط في العمليات.
الكويت والبحرين: أدانتا الهجوم، ودعتا لتجنب التصعيد.
5. الوضع في سوريا:
تم إسقاط معظم الطائرات الإيرانية فوق سوريا من قبل الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية.
الأردن تعاون مع القوات الأمريكية في إسقاط طائرات وصواريخ متجهة لإسرائيل.
سوريا أصبحت ساحة لاختبار المسيرات، حيث استُخدم أكثر من 39 نوعًا من مختلف الدول.
حادثة مأساوية: سقوط طائرة مسيّرة إيرانية على منزل في ريف طرطوس أدى إلى وفاة امرأة.
الحرب بين إيران وإسرائيل تُحدث تداعيات عالمية خطيرة، خصوصًا على الاقتصاد وأسواق الطاقة والتجارة الدولية. التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز يهدد بارتفاع أسعار النفط والغاز، واضطرابات سلاسل التوريد تزيد من تكاليف الشحن والتأمين.
الأسواق المالية تشهد تقلبات حادة، مع ارتفاع أسعار الذهب والنفط ومخاوف من التضخم، كما أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، خاصة في ظل تزايد الطلب على الطاقة صيفًا. وهناك مخاوف من توسع الحرب إلى صراع عالمي، خاصة إذا تدخلت قوى كبرى مثل أمريكا وروسيا، أو إذا استهدفت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني.
رغم ذلك، تشير التحليلات إلى أن إيران تتجنب التصعيد الكامل حاليًا، لكنها قد ترد بقوة على أي هجوم كبير. إيران بدأت رفع تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة دوليًا، ومع أن الصراع لا يزال تقليديًا حتى الآن، فإن تصعيدًا مفاجئًا قد يؤدي إلى كوارث تشمل الشرق الأوسط والعالم.