هل أبدلت مقاييس المساواة في سوق العمل التركي، أم هي مجرد ظروف طارئة؟!

سلوى ذات العشرين ربيعا مقيمة في إسطنبول التركية تسابق أخاها في الإعالة، اختارت سوق العمل بدلا عن الدراسة لتغطي تكاليف الحياة المتزايدة.. تعمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم لتعود في الليل حاملة خمسين ليرة تركية تضعها في مصروف العائلة، ” ما عاد فيني ادرس لازم اشتغل أنا لأن أخي ما عم يلاقي شغل”.
تعلن تركيا على لسان كبار مسؤوليها أن السوريين الذين دخلوا أراضيها بصفة لاجئين لم يكونوا عبئا بل على العكس فلقد انخرطوا في سوق العمل وأسهموا في إنعاش الاقتصاد التركي. وبحسب الاحصاءات فإن أكثر من 60% منهم هم من النساء!
حيث فاق عدد السوريين الذين دخلوا إلى تركيا منذ بداية الاحتجاجات عام ألفين وأحد عشر المليونين وثلاثمئة ألف لاجئ بحسب الاحصاءات الرسمية للدولة التركية.
وفي لقاء أجري مع نساء سوريات مقيمات في غازي عنتاب تبين أن هؤلاء النساء يعملن في السوق التركية ليساعدن عائلاتهن.
تقول فاطمة ” اضطررت للعمل في تركيا لأعيل والديّ العجوزين المقيمين في مناطق سيطرة النظام في حلب. وبعدما أمنت لي صديقتي المقيمة في تركيا فرصة عمل قبل سنتين في غازي عنتاب ذهبت لأسكن في منزلها، والآن لله الحمد أنا أعمل الآن بواقع دوامين في اليوم لأتمكن من مساعدة أمي وأبي اللذين قررا ألا يتركا مدينة حلب”.
إن أجرينا مقارنة بسيطة بين واقع المجتمع التركي في تركيا والمجتمع السوري في تركيا لرأينا فرقا شاسعا في مقاييس المساواة بحسب إحصائيات رسمية يعمل سبعين بالمئة من الرجال الأتراك أما النساء التركيات فيعمل ربعهن فقط، وعندما كان عدد الذكور العاملين حوالي سبعة عشر مليونا كان عدد النساء العاملات حوالي ستة مليون أي ثلث معدل الرجال.. أي في حين تعمل ثلث النساء التركيات تنافسهن ثلثا النساء السوريات.
قالت خديجة في هذا السياق ” نرى معظم النساء السوريات اليوم عاملات يعلن أسرهن في تكاليف الحياة اليومية وأنا أعمل منذ دخولي إلى تركيا منذ ثلاث سنوات وإلى الآن لا أقدر أن أصرف على أسرتي والملاحظ أنه في مكان عملي نحن ثلاثون عاملة وعاملان اثنان فقط”.
غفران أم لثلاثة أطفال تعمل اثنتي عشرة ساعة يوميا في ميتم للأطفال لتغطي مصاريف أطفالها ﻷن دخل زوجها لا يكفي “صح أنو صرت بعيدة عن ولادي بس شو بدنا نعمل الحمدلله فيني قدملن مصروفن وساعد زوجي بآخر الشهر”.
ربما أمام هذه الظروف الصعبة لا يحق لنا أن نتساءل لكن لمجرد التساؤل ليس أكثر، هل سنشهد تزايدا مستمرا لهذي الظاهرة أم ستعود المساواة وتعود الواجبات الطبيعية للنساء السوريات في تركيا ويعود دور المرأة في منزلها وتربية أطفالها؟
يارا تامر – المركز الصحفي السوري

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist