نشر إعلام النظام السوري، اليوم الثلاثاء، أخباراً عن تفجيرات يقوم بها الجيش ضد مسلحي المعارضة، في منطقة جوبر الواقعة على أطراف دمشق. وقد أشارت الأخبار إلى أن سكان المنطقة شعروا بهزة خفيفة، بسبب قوة التفجيرات التي قام بها النظام في أحد الأنفاق، فقد تحدثت الأنباء عن وضع النظام كمية هائلة من المتفجرات أدى انفجارها إلى أن يظن المواطنون أن هناك هزة أرضية قد وقعت في منطقتهم.
وقد تردد صدى الانفجار في محيط المنطقة كلها، ووقع المواطنون في حيرة ما إذا كان الأفضل لهم أن يغادروا بيوتهم اتقاءً لخطر “الهزة” الوهمية، فيكونون عرضة لنيران جيش النظام، أو يظلون في بيوتهم فتداهمهم “الهزة” التي تبين أنها تفجيرات يقوم بها جيش النظام.
ومن المعروف أن الرصد الجيولوجي الذي يعنى بتطورات البراكين والزلازل، يقوم مؤشره بتسجيل خط بياني للدلالة على نشاط انفجاري داخل الأرض، أو فوقها، ليتبين لاحقاً نوعية هذا النشاط وما إذا كان بشرياً أو من عمل الطبيعة. وكثيراً ما كشف الرصد الجيولوجي لأعمال تفجيرات من صنع الإنسان، كالتجارب النووية، بصفة خاصة، بسبب يعود إلى أن قوة التفجيرات تشبه النشاط البركاني أو الزلزالي، لجهة ما تحدثه من اهتزاز يستجيب له مؤشر الرصد.
وكان إعلام النظام السوري قد عمل على تهدئة مخاوف المواطنين، عبر نشره توضيحاً يتعلق بحقيقة الهزة التي شعر بها قاطنو أطراف دمشق الجنوبية، إلا أن ما أثار استغراب السوريين هو أن إعلام النظام نشر الخبر بصيغة احتفالية، وعمل على طمأنتهم بأن “الهزة” تلك ما هي إلا “تفجيرات قام بها الجيش ضد المسلحين”، ضارباً عرض الحائط بكل المدنيين الآمنين في بيوتهم، وبما يثبت مرة جديدة ارتكابه جرائم حرب علنية، لا سابق لها في تاريخ الصراعات. ولهذا تساءل أغلب أبناء المنطقة بقولهم: كيف يضع الجيش كل هذه المتفجرات في المنطقة، هل يريد قتلنا جميعاً أو يهددنا لنخرج من بيوتنا؟
وقال أحد سكان المنطقة الذي سبق وغادرها تاركاً بقية أسرته هناك: “إن جيش النظام يخيّر أهلي بين أن يموتوا في تفجيراته الجنونية، أو أن يخرجوا من بيوتهم ويتركوا المنطقة”. وقالت مدرّسة مادة الجغرافيا، في إحدى المدارس الثانوية التابعة للمنطقة هناك، إن تفجيرات الجيش “بهذه الحدة وبهذه الكمية من المواد شديدة الانفجار، ستترك أثراً بالغاً على الخريطة الجيولوجية للبلاد، بسبب مساهمتها في إحداث اضطراب في القشرة الظاهرية لسطح الأرض، وما يمكن أن يؤدي إلى اضطراب مفاجئ في استقرار الطبقات”.
ودعت الأستاذة المذكورة إلى إرسال شكوى للأمم المتحدة، وبعد اعتراف النظام رسمياً أنه هو من قام بزرع المتفجرات في النفق، تحذر فيها من “خطر تفجيرات النظام التي قد تؤدي إلى نشاط جيولوجي عنيف ومفاجئ”. وأضافت أن كل تجارب التفجيرات العنيفة لجيوش العالم تتم في مناطق غير مأهولة وبعيدة عن الحواضر المدنية، تفادياً لتأثيرات قوة الانفجار التي تترك أثراً على الصفائح. هذا فضلاً عن التأثيرات الظاهرة على البيوت والعمارات وباقي أنواع البناء، وما على سطح الأرض من مزروعات وتربة ستنجرف وتتغير مواضعها بسبب الاضطراب الذي أحدثه التفجير.
وسخر مواطنون سوريون من توضيحات النظام بأن ما ظنوه “هزة خفيفة” هو “تفجيرات ضد مسلحي المعارضة”، فقال أحد المواطنين: “هذا جنون لا يقوم به إلا وحش جريح”، وقال آخر: “يتباهى النظام بأنه يقدر على إحداث هزّات، فويل له من نار جهنم التي سبقه إليها نمرود وباقي الطغاة”. وعبّر واحد من سكّان المنطقة عن ألمه وحرقته، فدعا “الله تعالى أن تمتد الهزة الخفيفة إلى قصر الشعب (مقر إقامة الرئيس السوري) فوق جبل قاسيون”.
العربية نت